آ. (2) قوله تعالى: وآتينا    : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن تعطف هذه الجملة على الجملة السابقة من تنزيه الرب تبارك وتعالى ولا يلزم في عطف الجمل مشاركة في خبر ولا غيره. الثاني: قال العسكري:  إنه معطوف على  "أسرى".  واستبعده الشيخ. ووجه  [ ص: 309 ] الاستبعاد: أن المعطوف على الصلة صلة، فيؤدي التقدير إلى ضرورة التركيب: سبحان الذي أسرى وآتينا، وهو في قوة: الذي آتينا موسى،  فيعود الضمير على الموصول ضمير تكلم من غير مسوغ لذلك. 
والثالث: أنه معطوف على ما في قوله "أسرى" من تقدير الخبر كأنه قال: أسرينا بعبدنا، وأريناه آياتنا وآتينا، وهو قريب من تفسير المعنى لا الإعراب. 
قوله:  "وجعلناه"  يجوز أن يعود ضمير النصب للكتاب، وهو الظاهر، وأن يعود لموسى  عليه السلام. 
قوله: لبني إسرائيل  يجوز تعلقه بنفس  "هدى"  كقوله: يهدي للحق  ، وأن يتعلق بالجعل، أي: جعلناه لأجلهم، وأن يتعلق بمحذوف نعتا ل "هدى". 
قوله: ألا تتخذوا  يجوز أن تكون "أن" ناصبة على حذف حرف العلة، أي: لئلا تتخذوا. وقيل: "لا" مزيدة، والتقدير: كراهة أن تتخذوا، وأن تكون المفسرة و "لا" ناهية، فالفعل منصوب على الأول مجزوم على الثاني، وأن تكون مزيدة عند بعضهم، والجملة التي بعدها معمولة لقول مضمر، أي: مقولا لهم: لا تتخذوا، أو قلنا لهم: لا تتخذوا، وهذا ظاهر في قراءة الخطاب. وهذا مردود بأنه ليس من مواضع زيادة "أن". 
وقرأ  أبو عمرو:   "أن لا يتخذوا" بياء الغيبة جريا على قوله: لبني إسرائيل  والباقون بالخطاب التفاتا. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					