في بيان متعلقات حقوق الله عز وجل ومحالها ، مبدأ التكاليف كلها ومحلها أو مصدرها القلوب ، ، وهي شرط في جميع عباداته وطاعاته ، والطاعات كلها مشروعة لإصلاح القلوب والأجساد ، ولنفع العباد في الآجل والمعاد إما بالتسبب أو بالمباشرة ، وصلاح الأجساد موقوف على صلاح القلوب ، وفساد الأجساد موقوف على فساد القلوب . وأول واجب يجب - بعد النظر - معرفة الله ومعرفة صفاته
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : { } ، أي إذا صلحت بالمعارف ومحاسن الأحوال والأعمال صلح الجسد كله بالطاعة والإذعان ، [ ص: 198 ] وإذا فسدت بالجهالات ومساوئ الأحوال والأعمال فسد الجسد كله بالفسوق والعصيان . ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
وطاعة الأبدان بالأقوال والأعمال نافعة بجلبها لمصالح الدارين أو إحداهما وبدرئها لمفاسد الدارين أو إحداهما ، والأحوال ناشئة عن المعارف والقصود ناشئة عن المعارف والأحوال ، والأعمال والأقوال ناشئان عن القصود الناشئة عن المعارف والأحوال ، وأحكام الله كلها مصالح لعباده ، فطوبى لمن قبل نصح ربه ، وتاب عن ذنبه .