في بيان تقسيم المصالح والمفاسد
المصالح والمفاسد أقسام :
أحدها : ما تعرفه الأذكياء والأغبياء
الثاني ما يختص بمعرفته الأذكياء ، الثالث ما يختص بمعرفته الأولياء ، لأن الله تعالى ضمن لمن جاهد في سبيله أن يهديه إلى سبيله فقال : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ، ولأن الأولياء يهتمون بمعرفة أحكامه وشرعه فيكون بحثهم عنه أتم واجتهادهم فيه أكمل ، مع أن من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم . وكيف يستوي المتقون والفاسقون ؟ لا والله لا يستوون في الدرجات ولا في المحيا ولا في الممات . والعلماء ورثة الأنبياء ، فينبغي أن يعرضوا عن الجهلة الأغبياء الذين يطعنون في علومهم ويلغون في أقوالهم ، ويفهمون غير مقصودهم ، كما فعل المشركون في القرآن المبين فقالوا : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } . فكما جعل لكل نبي عدوا من المجرمين ، جعل لكل عالم من المقربين عدوا من المجرمين . فمن صبر من العلماء على عداوة الأغبياء كما صبر الأنبياء ، نصر كما نصروا وأجر كما أجروا وظفر [ ص: 29 ] كما ظفروا وكيف يفلح من يعادي حزب الله ويسعى في إطفاء نور الله ؟ والحسد يحمل على أكثر من ذلك ، فإن اليهود لما حسدوا الرسول عليه السلام حملهم حسدهم على أن قاتلوه وعاندوه ، مع أنهم جحدوا رسالته وكذبوا مقالته .