المشاق ضربان : أحدهما كمشقة الوضوء والغسل في شدة السبرات وكمشقة إقامة الصلاة في الحر والبرد ، ولا سيما صلاة الفجر ، وكمشقة الصوم في شدة الحر وطول النهار ، وكمشقة الحج التي لا انفكاك عنها غالبا ، وكمشقة الاجتهاد في طلب العلم والرحلة فيه ، وكذلك المشقة في رجم الزناة ، وإقامة الحدود على الجناة ، ولا سيما في حق الآباء والأمهات والبنين والبنات ، فإن في ذلك مشقة عظيمة على مقيم هذه العقوبات بما يجده من الرقة والمرحمة بها للسراق والزناة والجناة من الأجانب والأقارب البنين والبنات ، ولمثل هذا قال - تعالى - : { مشقة لا تنفك العبادة عنها ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله } وقال عليه الصلاة والسلام : { فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - سرقت لقطعت يدها } ، وهو صلى الله عليه وسلم أولى بتحمل هذه المشاق من غيره ; لأن الله - سبحانه وتعالى - وصفه في كتابه العزيز بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم ، فهذه المشاق كلها لا أثر لها في إسقاط العبادات والطاعات ولا في تخفيفها ; لأنها لو أثرت لفاتت مصالح [ ص: 10 ] العبادات والطاعات في جميع الأوقات أو في غالب الأوقات ، ولفات ما رتب عليها من المثوبات الباقيات ما دامت الأرض والسموات . لو أن