الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المثال السادس عشر : من تقديم الفاضل على المفضول : إذا كان له عبدان أحدهما بر تقي والآخر فاجر شقي ، قدم إعتاق البر التقي على إعتاق الفاجر الشقي ، لأن الإحسان إلى الأبرار أفضل من الإحسان إلى الفجار .

وكذلك لو كان أحد العبدين قريبا والآخر أجنبيا ، قدم القريب على الأجنبي لاشتمال عتقه على مصلحة الإعتاق وصلة الرحم ، فإن كان الأجنبي في غاية الصلاح في تقديم عتقه على عتق القريب الفاسق نظر . وقد قال الأصحاب إذا اشترى عبدا للإعتاق فليشتر المكدود والمجهود ، فإن إعتاقه أفضل من إعتاق المرفه لأن ما يدفعه عنه من ذل الرق وصعوبة الجهد والكد أفضل مما يدفعه من مجرد ذل الرق ، وكذلك لو اشترى عبدا للقنية ليدفع عنه الكد والجهد لأثيب على ذلك لما فيه من رفع المفسدة عن العبد . وكم في هذا وأمثاله من مثقال ذرة من الخير .

التالي السابق


الخدمات العلمية