وقد كان بين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين صحبة طويلة فهجره إذ سمعه يقول إني لا أسأل أحدا شيئا ، ولو أعطاني الشيطان شيئا لأكلته حتى اعتذر أحمد يحيى وقال : كنت أمزح فقال . : تمزح بالدين ، أما علمت أن الأكل من الدين قدمه الله تعالى على العمل الصالح فقال كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وفي الخبر أنه : مكتوب في التوراة : من لم يبال من أين مطعمه ، لم يبال الله من أي أبواب النيران أدخله وعن رضي الله عنه أنه لم يأكل بعد قد قتل علي ، ونهب الدار طعاما إلا مختوما حذرا من الشبهة . عثمان
واجتمع الفضيل بن عياض وابن عيينة عند وابن المبارك بمكة فذكروا الرطب ، فقال وهيب بن الورد وهيب : هو من أحب الطعام إلي إلا أني لا آكله لاختلاط رطب مكة ببساتين زبيدة وغيرها فقال له : إن نظرت في مثل هذا ضاق عليك الخبز . ابن المبارك
قال : وما سببه قال إن أصول الضياع قد اختلط بالصوافي فغشي على وهيب فقال سفيان : قتلت الرجل . فقال ابن المبارك : ما أردت إلا أن أهون عليه ، فلما أفاق قال : لله علي أن لا آكل خبزا أبدا حتى ألقاه .
قال فكان يشرب اللبن قال فأتته أمه بلبن ، فسألها فقالت : هو من شاة بني فلان ، فسأل عن ثمنها وأنه من أين كان لهم ، فذكرت فلما أدناه من فيه قال : بقي أنها من أين كانت ترعى ؟ فسكتت فلم يشرب ; لأنها كانت ترعى من موضع فيه حق للمسلمين فقالت أمه : اشرب فإن الله يغفر لك ، فقال : ما أحب أن يغفر لي وقد شربته ، فأنال مغفرته بمعصيته .
وكان بشر الحافي رحمه الله من الورعين فقيل له : من أين تأكل فقال من حيث تأكلون ، ولكن ليس من يأكل وهو يبكي كمن يأكل وهو يضحك .
وقال : يد أقصر من يد ، ولقمة أصغر من لقمة وهكذا كانوا يحترزون من الشبهات .