الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث

سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهي وراء وادي القرى ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام في جمادى الآخرة سنة ثمان .

قال علماء السير: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن جماعة من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا [صلى الله عليه وسلم] عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرسا ، فسار الليل وكمن النهار ، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كبيرا ، فبعث [رافع بن مكيث الجهني] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين ، وعقد له لواء ، [وبعث] معه سراة المهاجرين والأنصار ، فيهم أبو بكر وعمر ، فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس ، فقال عمرو: إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير ، فأطاعه ثم لقي جمعا فهربوا ثم قفل .

وفي هذه السرية : أجنب عمرو فصلى بأصحابه وهو جنب . [ ص: 322 ]

أخبرنا ابن الحصين ، قال: أخبرنا الحسن بن علي ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا حسن بن موسى ، قال: حدثنا ابن لهيعة ، قال: أخبرنا يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، أنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل ، قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد ، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك . فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح ، [قال:] فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال: "يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟" قال: قلت: نعم يا رسول الله ، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت ، أن أهلك ، وذكرت قول الله عز وجل: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما [فتيممت ثم صليت] فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا

التالي السابق


الخدمات العلمية