الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما جرى لهم أنه لقيهم بريدة بن الحصيب :

أنبأنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة قال: أخبرنا أحمد بن إسماعيل السكري قال: أخبرنا أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن مهران ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه: [ ص: 57 ] أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير وكان يتفاءل ، وكانت قريش جعلت مائة من الإبل فيمن يأخذ نبي الله فيرده عليهم حين توجه إلى المدينة ، فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني سهم فتلقى نبي الله ، فقال نبي الله: "من أنت؟" قال: أنا بريدة . فالتفت إلى أبي بكر الصديق فقال: "يا أبا بكر ، برد أمرنا وصلح" ثم قال: "وممن أنت؟" قال: من بني أسلم ، قال رسول الله لأبي بكر: "سلمنا" قال: "ممن أنت؟" قال: من بني سهم . [قال]: "خرج سهمك" . فقال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: "محمد بن عبد الله رسول الله" فقال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فأسلم بريدة وأسلم من كان معه جميعا .

فلما أصبح قال بريدة للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء . فحل عمامته ، ثم شدها في رمح ، ثم شدها بين يديه ، فقال: يا نبي الله ، تنزل علي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ناقتي هذه مأمورة" قال بريدة: الحمد لله الذي أسلمت بنو سهم طائعين غير مكرهين .
وقال عروة: لقي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] الزبير في ركب كانوا تجارا قافلين من الشام ، فكسا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا بيضاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية