الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر .

28 - أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام ، عم أنس بن مالك :

شهد أحدا ، ورأى جولة المسلمين فقاتل حتى قتل .

أخبرنا عبد الأول ، قال: أخبرنا الداودي ، قال: أخبرنا ابن أعين ، قال: أخبرنا الفربري ، قال: أخبرنا البخاري ، قال: أخبرنا حسان بن حسان ، قال: حدثنا محمد بن طلحة ، حدثنا حميد عن أنس ، أن عمه غاب عن بدر ، فقال:

غبت عن أول قتال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم [مشهدا] ليرين الله ما أفعل ، فلقي يوم أحد فهزم الناس ، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون . فتقدم بسيفه فلقي سعد بن معاذ ، فقال: إلى أين يا سعد؟ فقال: إني لأجد ريح الجنة دون [ ص: 175 ] أحد . فمضى فقتل ، فما عرف حتى عرفته [أخته] بشامة أو ببنانة وبه بضع وثمانون من بين طعنة وضربة ورمية سهم .

29 - أنيس بن قتادة بن ربيعة:

قال مؤلف الكتاب: كذا سماه ابن إسحاق والواقدي . وقال أبو معشر : أنس ، وقال ابن عقبة : إلياس . وهو زوج خنساء بنت خذام ، شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

30 - ثابت بن الدحداح - قال مؤلفه: ويقال: ابن الدحداحة - بن نعيم بن غنم بن إياس ، ويكنى أبا الدحداح :

أخبرنا يحيى بن علي المدبر ، [قال: أخبرنا أبو الحسن المهتدي ] ، قال: أخبرنا الحسين بن محمد الكاتب ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله صاحب أبي صخر ، قال: حدثنا الحسن بن عرفة ، قال: أخبرنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود ، قال: لما نزلت هذه الآية: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له . قال أبو الدحداح الأنصاري : [يا رسول الله] ، وإن الله ليريد منا القرض؟ قال: "نعم يا أبا الدحداح" قال: أرني يدك يا رسول الله ، قال: فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، قال: فإني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي ، قال: وحائطه له فيه ستمائة نخلة ، وأم الدحداح فيه وعيالها ، فجاء أبو الدحداح فنادى: يا أم الدحداح ، قالت: لبيك ، قال: اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل - وفي رواية أخرى: فعمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم .

وحضر ثابت يوم أحد فتفرق الناس فصاح: إلي يا معشر الأنصار . إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت ، فقاتلوا عن دينكم . فنهض إليه نفر من الأنصار وقد [ ص: 176 ] وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة ، فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه .

وقد قيل: إنه برأ من جراحاته ومات على فراشه ، مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبع جنازته .

31 - ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ شهيدا .

32 - جندع بن ضمرة الضمري :

أنبأنا أبو بكر بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا ابن معروف ، [قال: حدثنا ابن الفهم ] قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عفان ، قال: أخبرنا حماد بن سلمة ، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط :

أن جندع بن ضمرة كان بمكة فمرض فقال لبنيه: أخرجوني من مكة فإنه قد قتلني [غمها] ، فقالوا: إلى أين؟ فأومأ بيده: إلى ها هنا ، [نحو المدينة ] ، يريد الهجرة ، فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني عفان مات ، فأنزل الله تعالى فيه: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما .

33 - الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان ، أبو أوس :

شهد بدرا ، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف ، وأصابه بعض أصحابه تلك الليلة [ ص: 177 ] [بسيفه] وهم يضربون كعبا فجرحه فنزف الدم ، فاحتمله أصحابه حتى أتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد بعد ذلك أحدا ، وقتل يومئذ ، [وهو ابن ثمان وعشرين سنة] .

34 - الحارث بن أنس - قال مؤلف الكتاب: وأنس هو أبو الحسن بن رافع :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

35 - الحارث بن سويد بن الصامت بن خالد بن عطية :

شهد أحدا ، وروى محمد بن سعد ، عن أشياخه ، قالوا: كان سويد قد قتل زيادا أبا مجذر في وقعة التقوا فيها ، فلما كان بعد ذلك لقي [مجذر] سويدا خاليا في مكان وهو سكران ولا سلاح معه ، فقال له: قد أمكن الله منك ، قال: وما تريد؟ قال: قتلك ، قال: فارفع عن الطغام ، واخفض عن الدماغ وإذا رجعت إلى أمك فقل: قد قتلت سويد بن الصامت ، فقتله . فهيج قتله وقعة بعاث - وذلك قبل الإسلام - فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم الحارث بن سويد ، ومجذر بن زياد ، فجعل الحارث يطلب مجذرا ليقتله بأبيه فلا يقدر عليه - فلما كان يوم أحد وجال الناس الجولة أتاه الحارث من خلفه فضرب عنقه ، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فأخبره أن الحارث قتل مجذرا غيلة ، وأمره أن يقتله به ، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء في ذلك اليوم وهو يوم حار ، فدخل مسجد قباء فصلى فيه ، وسمعت به الأنصار فجاءت تسلم عليه ، وأنكروا إتيانه في [تلك] الساعة حتى طلع الحارث بن سويد في ملحفة مورسة ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عويم بن ساعدة ، فقال: قدم الحارث بن سويد إلى باب المسجد [ ص: 178 ] فاضرب عنقه بمجذر بن زياد فإنه قتله غيلة ، فقال الحارث: قد والله قتلته وما كان قتلي إياه رجوعا عن الإسلام ولا ارتيابا فيه ، ولكنه حمية الشيطان ، وأمر وكلت فيه إلى نفسي ، فإني أتوب إلى الله وإلى رسوله ، وجعل يمسك بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركاب ورجل في الأرض ، وبنو مجذر حضور لا يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فلما استوعب كلامه ، قال: "قدمه يا عويم فاضرب عنقه" ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمه عويم فضرب عنقه ، فقال حسان بن ثابت:


يا حار في سنة من نوم أولكم أم كنت ويحك مغترا بجبريل

.

التالي السابق


الخدمات العلمية