الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إسلام عروة بن مسعود الثقفي .

[أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، وأخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمد بن عمير الأسلمي] ، عن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي ، عن من أخبره ، قالوا: لم يحضر عروة بن مسعود وغيلان بن سلمة حصار الطائف ، كانا بجرش يتعلمان صنعة العرادات والمنجنيق والدبابات ، فقدما وقد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن الطائف] ، فنصبا المنجنيق والعرادات والدبابات ، واعتدا للقتال ، ثم ألقى الله في قلب عروة بن مسعود [ ص: 343 ] الإسلام وغيره عما كان عليه ، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن في الخروج إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام ، فقال: إنهم إذا قاتلوك؟ قال: لا ، أنا أحب إليهم من أبكار أولادهم ، ثم استأذنه الثانية ثم الثالثة ، فقال: إن شئت فاخرج .

فخرج إلى الطائف فقدم عشاء ، فدخل منزله ، فجاء قومه فحيوه بتحية الشرك ، فقال:

عليكم بتحية أهل الجنة؛ السلام ، ثم دعاهم إلى الإسلام ، فخرجوا من عنده يأتمرون به ، فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة ، فخرجت ثقيف من كل ناحية ، فرماه رجل من بني مالك ، يقال له أوس بن عوف ، فأصاب أكحله فلم يروا دمه ، وقام غيلان بن سلمة وكنانة بن عبد ياليل ، والحكم بن عمرو ، ووجوه الأحلاف فلبسوا السلاح وساروا ، فلما رأى ذلك عروة ، قال: قد تصدقت بدمي على صاحبه لأصلح بذلك بينكم ، وهي كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومات ، فدفنوه معهم ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم ، فقال: "قتله كقتل صاحب ياسين ، دعا قومه إلى الله فقتلوه"


التالي السابق


الخدمات العلمية