الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفيها سرية علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة في ربيع الآخر .

وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من الحبشة قد أتاهم أهل جدة ، فبعث إليهم علقمة في ثلاثمائة فهربوا منه ، فتعجل بعض القوم إلى أهلهم ، وكان فيمن تعجل عبد الله بن حذافة ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من تعجل ، وكانت فيه دعابة ، فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا نارا ، فقال: عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار ، فهم بعضهم بذلك ، فقال: أنا كنت أضحك معكم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: "من أمركم بمعصية فلا تطيعوه" . [أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة] ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي رضي الله عنه ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار ، [قال] : فلما [ ص: 360 ] خرجوا وجد عليهم في شيء ، فقال [لهم] : أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟

قالوا: بلى ، قال: اجمعوا حطبا ، ثم دعا بنار فأضرمها فيه ، ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها . قال: فهم القوم بدخولها . قال: فقال لهم شاب [منهم] : إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها . قال: فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه ، فقال لهم: "لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا ، إنما الطاعة بالمعروف"
. قال مؤلف الكتاب: أخرجاه في الصحيحين ، وهذا الأمير الذي قال لهم عبد الله بن حذافة ، وقول الراوي رجل من الأنصار غلط ، إنما هو من بني سهم

التالي السابق


الخدمات العلمية