الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

92 - ثعلبة بن غنمة بن عدي بن سنان بن نابئ:

شهد العقبة مع السبعين ، وبدرا والخندق ، وقتل يومئذ . [ ص: 241 ]

93 - جليبيب :

أخبرنا هبة الله بن الحصين ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، قال:

أخبرنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل] ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرنا عفان ، [قال: حدثنا حماد بن سلمة] .

وأخبرنا محمد بن عبد الباقي - واللفظ له - قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: حدثنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عارم ، قال: أخبرنا حماد بن سلمة ، قال: حدثنا ثابت ، عن كنانة بن نعيم ، عن أبي برزة الأسلمي: أن جليبيبا كان امرأ من الأنصار ، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم ألرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار: "يا فلان زوجني ابنتك" قال: نعم ، ونعم عين ، قال: "إني لست أريدها لنفسي" ، قال: فلمن ، قال: "لجليبيب" ، قال: حتى أستأمر أمها ، فلما أتاها ، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت: نعم ، ونعمة عين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت: فلمن؟ قال: لجليبيب ، قالت: لا نعم ، والله لا أزوج جليبيبا .

فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت: أو تردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ، ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يضيعني . فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك بها . فزوجها جليبيبا .


قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت: أتدري ما دعا لها به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: وما دعا لها به؟ قال: قال: "اللهم صب عليها الخير صبا صبا ، ولا تجعل عيشها كدا كدا" .

قال ثابت: فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له ، قال:

[ ص: 242 ]

"هل تفقدون من أحد؟" قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا ، ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟ قالوا نفقد فلانا ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: لا ، قال: لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه في القتلى ، فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا مني وأنا منه ، أقتل سبعة ثم قتلوه؟! هذا مني وأنا منه ، أقتل سبعة ثم قتلوه؟! هذا مني وأنا منه ، أقتل سبعة ثم قتلوه؟! هذا مني وأنا منه" . فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه ، ثم حفروا له ما له سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره . قال ثابت: فما في الأنصار أيم أنفق منها


التالي السابق


الخدمات العلمية