الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ومن الحوادث

سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح

[وهي من وراء وادي القرى - في شهر ربيع الأول . قال الزهري: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح] من أرض الشام ، فوجدوا جمعا ، فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا ، ورموهم بالنبل؛ فقاتل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قتلوا ، وأفلت منهم رجل جريح في القتلى ، فتحامل حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فشق عليه] . [ ص: 317 ]

ومن الحوادث

اتخاذ المنبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وقيل: في سنة سبع ، والأول أصح .

[أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي] ، قال: أخبرنا وكيع ، قال:

حدثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، عن جابر ، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة ، قال: فقالت امرأة من الأنصار كان لها غلام نجار: يا رسول الله ، إن لي غلاما نجارا أفلا آمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟ قال: بلى . [قال] : فاتخذ له منبرا ، [قال] : فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر ، [قال] : فأن الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا بكى لما فقد من الذكر" .

رواه أحمد في المسند ، وأخرجاه في الصحيحين . [أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزار ، حدثنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا] محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي ، قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو ، عن ابن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه ، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا ، فكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله ، هل لك أن أعمل لك منبرا تقوم [ ص: 318 ] عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك؟ قال: نعم . فصنع له ثلاث درجات [هن اللاتي على المنبر أعلى المنبر ، فلما صنع المنبر ووضع في موضعه ، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على المنبر فمر إليه ، خار الجذع حتى تصدع وانشق ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمسحه بيده حتى سكن ، ثم رجع إلى المنبر ، [وكان إذا صلى صلى إلى ذلك الجذع] ، فلما هدم المسجد وغير ، أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب ، فكان عنده في داره حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا

التالي السابق


الخدمات العلمية