الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم كانت سرية زيد [بن حارثة] أيضا في هذا الشهر إلى حسمى

وهي وراء وادي القرى [في جمادى الآخرة سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر ابن سعد] أن دحية بن خليفة الكلبي أقبل من عند قيصر وقد أجازه وكساه ، فلقيه الهنيد بن عارض وابنه عارض [بن الهنيد] في ناس من جذام بحسمى ، فقطعوا عليه الطريق فلم يتركوا عليه إلا سمل ثوب ، فسمع بذلك نفر من بني الضبيب فنفروا إليهم فاستنقذوا لدحية متاعه ، وقدم دحية على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره [بذلك] ، فبعث زيد [بن حارثة] في خمسمائة [رجل] ورد معه دحية ، وكان زيد يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل [له] من بني عذرة ، فأقبل بهم حتى هجم بهم مع الصبح على القوم ، فأغاروا عليهم فقتلوا فيهم فأوجعوا وقتلوا الهنيد وابنه ، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم ، فأخذوا [من النعم] ألف بعير ، و [من الشاء] خمسة آلاف شاة ، و [من السبي] مائة من النساء والصبيان . فرحل زيد بن رفاعة [الجذامي في نفر من قومه] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه الذي كتب له ولقومه ليالي قدم عليه فأسلم ، [وقال: يا رسول الله ، لا تحرم علينا حلالا ولا تحل لنا [ ص: 259 ] حراما] ، فقال: كيف أصنع بالقتلى؟ فقال [أبو يزيد بن عمرو] : أطلق لنا [يا رسول] من كان حيا [ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق أبو يزيد" ] فبعث معهم عليا رضي الله عنه إلى زيد بن حارثة يأمره أن يخلي بينهم وبين حرمهم وأموالهم ، [فتوجه علي رضي الله عنه فلقي رافع بن مكيث الجهني بشير زيد بن حارثة على ناقة من إبل القوم ، فردها علي على القوم ، ولقي زيدا بالفحلتين ، وهي بين المدينة ، وذي المروة ، فأبلغه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فردوا إلى الناس كل ما كان أخذ منهم

التالي السابق


الخدمات العلمية