الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث

سرية الخبط

قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار ، وفيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رجب إلى حي من جهينة بالقبلية مما يلي ساحل البحر ، وبينها وبين المدينة خمس ليال ، فأصابهم [في الطريق] جوع شديد ، فأكلوا الخبط ، وألقى لهم البحر حوتا عظيما ، فأكلوا منه وانصرفوا ولم يلقوا كيدا .

أخبرنا يحيى بن علي المدبر ، أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن محمد [ ص: 323 ] السمناني ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي ، حدثنا عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي ، حدثنا أحمد بن شيبان ، حدثنا سفيان ، سمع عمر ، وجابر ابن عبد الله يقول:

بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب ، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح في طلب عير قريش ، فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا وأكلنا الخبط ، ثم إن البحر ألقى إلينا دابة يقال لها العنبر ، فأكلنا منها نصف شهر حتى صلحت أجسامنا ، وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعها فنصبها ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل ، فحمله عليه فجاز تحته .

وقد كان رجل يجر ثلاث حرائر ، ثم نهاه عنه أبو عبيدة . وكانوا يرونه قيس بن سعد .

قال المصنف: هو قيس بن سعد بلا شك ، وله في ذلك قصة قد ذكرتها في ترجمته]

التالي السابق


الخدمات العلمية