الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

99 - أم رومان بنت عامر بن عويمر :

تزوجها الحارث بن سخبرة ، فولدت له الطفيل ثم مات فتزوجها أبو بكر ، وأسلمت بمكة قديما ، وبايعت . وولدت لأبي بكر رضي الله عنه: عبد الرحمن ، و عائشة ، وهاجرت إلى المدينة ، وكانت صالحة ، وتوفيت في ذي الحجة من هذه السنة .

أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي ، قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا أبو [ ص: 292 ] عمرو بن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: حدثنا الحسين بن الفهم ، قال:

أخبرنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عفان ، قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن محمد ، قال : لما دليت أم رومان في قبرها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها .

100 - عتبة بن أسيد بن جابر ، أبو بصير:

وكان حليفا لبني زهرة ، أسلم بمكة قديما فحبسه المشركون عن الهجرة ، وذلك قبل عام الحديبية ، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ، وقاضى قريشا على ما قاضاهم عليه وقدم المدينة أفلت أبو بصير من قومه فسار على قدميه سعيا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب الأخنس بن شريق ، وأزهر بن عبد عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه أن يرده إليهم على ما اصطلحوا عليه ، وبعثاه مع خنيس بن جابر ، فخرج خنيس ومعه مولاه كوثر فدفعه إليهما فخرجا به ، فلما كانا بذي الحليفة عدى أبو بصير على خنيس فقتله ، [وهرب كوثر حتى قدم المدينة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع أبو بصير] فقال: وفت ذمتك يا رسول الله ، دفعتني إليهم فخشيت أن يفتنوني عن ديني فامتنعت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكوثر: "خذه فاذهب به" فقال: إني أخاف أن يقتلني ، فتركه ورجع إلى مكة ، فأخبر قريشا بما كان . وخرج أبو بصير إلى العيص فنزل ناحية على طريق قريش إلى الشام ، فجعل من بمكة من المحتبسين يتسللون إلى أبي بصير ، فاجتمع عنده منهم قريب من سبعين ، فجعلوا لا يظفرون بأحد من قريش إلا قتلوه ، ولا بعير لهم إلا اقتطعوها ، فكتبت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم: ألا أدخل أبا بصير وأصحابه إليه فلا حاجة لنا بهم ، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير أن يقدم عليه مع أصحابه ، فجاءه الكتاب وهو يموت ، فجعل يقرأه ويقبله ويضعه على عينيه ، فمات وهو في يديه ، فغسله أصحابه وصلوا عليه ودفنوه هناك وبنوا عند قبره مسجدا ، ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فترحم عليه . [ ص: 293 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية