الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
53 - عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية :

شهد العقبة مع السبعين ، وبدرا وأحدا ، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ على الرماة ، فلما انكشفوا يطلبون الغنيمة لم يبق معه إلا نحو من عشرة فرمى حتى نفذ نبله ، ثم طاعن بالرمح حتى انكسر وقاتل حتى قتل ، ومثلوا به أقبح المثل .

قال خوات بن جبير : أخذت بضبعيه وأخذ أبو حية برجليه وقد شددت جرحه بعمامتي ، فبينا نحن نحمله والمشركون ناحية [إلى أن] سقطت عمامتي من جرحه فخرجت حشوته ، ففزع صاحبي وجعل يتلفت وراءه يظن أنه العدو ، فضحكت في مكان ما ضحك فيه عدو . وكان الذي قتله عكرمة بن أبي جهل .

54 - عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة ، ويكنى أبا محمد :

وأمه أميمة بنت عبد المطلب [بن هاشم بن عبد مناف] . أسلم قبل دخول رسول [ ص: 189 ] الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نخلة ، وفيها تسمى بأمير المؤمنين ، وهو أول من دعي بذلك ، وأول لواء عقد في الإسلام لواؤه . وأول مغنم قسم في الإسلام ما جاء به .

أخبرنا محمد بن ناصر ، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا الجوهري ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عفان [بن مسلم] ، وموسى بن إسماعيل ، قالا: حدثنا حماد بن سلمة ، قال: أخبرنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، أن رجلا سمع عبد الله بن جحش يقول قبل أحد بيوم:

اللهم إنا لاقو هؤلاء غدا فإني أقسم عليك لما يقتلوني ويبقرون بطني ويجدعون أنفي ، فإذا قلت لي: لم فعل بك هذا؟ فأقول: اللهم فيك .

فلما التقوا فعل ذلك به ، فقال الرجل الذي سمعه: أما هذا فقد استجيب له وأعطاه الله ما سأل في جسده في الدنيا ، وأنا أرجو أن أعطى ما سأل في الآخرة .

55 - عبد الله بن عمرو بن حزام ، أبو جابر :

شهد العقبة مع السبعين ، وهو أحد النقباء الاثني عشر ، وشهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر البزاز ، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا عفان ، قال: أخبرنا شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر [بن عبد الله] ، قال: لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي ، وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهونني والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهاني ، وجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكي عليه ، [ ص: 190 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بكيه أو لا تبكيه" ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه " .

56 - عبد الله بن سلمة بن مالك [بن الحارث ]:

شهد بدرا وأحدا ، وقتله عبد الله بن الزبعرى .

57 - عبيد بن التيهان أخو أبي الهيثم ربما سماه بعضهم عتيكا:

شهد العقبة مع السبعين ، وبدرا وأحدا ، وقتله يومئذ عكرمة بن أبي جهل .

58 - عامر بن مخلد بن الحارث :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

59 - عمرو بن قيس بن زيد بن سواد :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

60 - عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة :

أمه ليلى أخت حذيفة بن اليمان ، عن له أن يسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد ، فأسلم وأخذ سيفه ثم خرج حتى دخل في القوم فقاتل حتى أثبت فدنوا منه وهو في آخر رمق ، فقالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ قال: الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك من أهل الجنة" . وكان أبو هريرة يقول: أخبروني برجل يدخل الجنة لم يصل لله تعالى سجدة قط ، فسكتوا ، فقال: عمرو بن ثابت .

61 - عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة ، يكنى أبا السائب :

كان قد حرم الخمر في الجاهلية ، وقال: لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك [ ص: 191 ] بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد .

وحضر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي قبل أن يسلم ، وأسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم .

وكان كثير التعبد ، ولما هاجر إلى المدينة هاجر آل مظعون كلهم رجالهم ونساؤهم حتى غلقت دورهم .

وشهد عثمان بن مظعون بدرا وتوفي في شعبان من هذه السنة ، وهو أول من دفن بالبقيع ، والأنصار تقول: بل أسعد بن زرارة .

أخبرنا يحيى بن علي المدبر ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي ، قال: أخبرنا عمرو بن شاهين ، قال: حدثنا البغوي ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الواهب الحارثي ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حميد بن عمير ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت: لما مات عثمان بن مظعون كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوب عن وجهه وقبل بين عينيه ، ثم بكى طويلا ، فلما رفع على السرير قال: طوبى لك يا عثمان لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها" .

62 - عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام :

كان له صنم اسمه مناف ، فأخذوه فكسروه ثم ربطوه مع كلب في بئر ، فأسلم وجعل يرتجز ويقول:


الحمد لله العلي ذي المنن الواهب الرازق ديان الدين     هو الذي أنقذني من قبل أن
أكون في ظلمة قبر مرتهن     والله لو كنت إلها لم تكن
أنت وكلب وسط بئر في القرن     والآن فتشناك عن شر الغبن



وكان عمرو أعرج فلم يشهد بدرا ، فلما حضر أحدا أراد الخروج فمنعه بنوه ، [ ص: 192 ] وقالوا: قد عذرك الله ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج ، والله إني أرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ، فقال: "أما أنت فقد عذرك الله" وقال لبنيه: "لا عليكم أن تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة" ، فتركوه . قالت امرأته هند: كأني أنظر إليه موليا قد أخذ رقبته ، وهو يقول: اللهم لا تردني إلى أهل حزبي وهي منازل بني سلمة .

فقتل هو وابنه خلاد جميعا ، ودفن هو وعبد الله بن عمر وأبو جابر في قبر واحد .

63 - عمرو بن معاذ بن النعمان ، أخو سعد :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة .

64 - قرمان بن الحارث بن بني عبس :

كان من المنافقين ، فلما كانت غزاة أحد عيره نساء بني ظفر ، وقلن: قد خرج الرجال وبقيت ، استحي مما صنعت ، ما أنت إلا امرأة ، فخرج في الصف الأول ، وكان أول من رمى بسهم ، ثم استل السيف ففعل الأفاعيل ، فلما انكشف المسلمون كسر جفن السيف وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار يا آل أوس ، قاتلوا على الأحساب واصنعوا مثل ما أصنع ، وجعل يدخل وسط المشركين حتى يقال قد قتل ، ثم يطلع وهو يقول: أنا الغلام الظفري حتى قتل سبعة ، وكثرت جراحاته ، فمر به قتادة بن النعمان ، فقال: هنيئا لك الشهادة ، فقال: أي والله ما قاتلت على دين ما قاتلت إلا على الحفاظ لئلا تشير قريش إلينا حتى تطأ سعفنا ، وآذته الجراحة فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .

65 - قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر :

شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

66 - مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبحر ، أبو أبي سعيد الخدري :

شهد أحدا ، فلما نزعت حلقتا المغفر من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد جعل [ ص: 193 ] الدم يسرب ، فجعل يأخذه بفيه ويزدرده ، وقتل مالك يومئذ ، قتله غراب بن سفيان الكناني ، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد تلقاه أبو سعيد الخدري ، فعزاه النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه .

67 - مالك بن نميلة :

وهي أمه ، وأبوه ثابت ، وهو من مزينة ، شهد بدرا وأحدا ، وقتل يومئذ .

68 - مالك بن عمرو النجاري :

توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الخروج إلى أحد ، فصلى عليه ، ثم ركب إلى أحد .

69 - مالك ونعمان ابنا خلف بن عوف :

كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فقتلا جميعا يومئذ ودفنا في قبر واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية