الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
31 - (باب : ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام) :

رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في نزول الرب - جل وعلا - إلى السماء الدنيا كل ليلة ، نشهد شهادة مقر بلسانه ، مصدق بقلبه ، [ ص: 290 ] مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب . من غير أن نصف الكيفية ، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا ، أعلمنا أنه ينزل .

والله - جل وعلا - لم يترك ، ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه ، من أمر دينهم .

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول ، بصفته أو بصفة الكيفية ، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصف لنا كيفية النزول .

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح : أن الله - جل وعلا - فوق سماء الدنيا ، الذي أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه ينزل إليه ، إذ محال في لغة العرب أن يقول : نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب ، أن النزول من أعلى إلى أسفل .

1 - ( 188 ) : حدثنا (بندار) محمد بن [ ص: 291 ] [ ص: 292 ] بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر .

2 - (000) : وحدثنا محمد بن أبي صفوان ، قال : ثنا بهز بن أسد ، قال : ثنا شعبة ، قال : أبو إسحاق ، قال : سمعت الأغر ، قال : أشهد على أبي هريرة ، وأبي سعيد [ ص: 293 ] الخدري أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن الله يمهل حتى يذهب ثلث الليل ، فينزل ، فيقول : هل من سائل ؟ هل من تائب ؟ هل من مستغفر ؟ هل من مذنب ؟ ، فقال له رجل : حتى يطلع الفجر ؟ قال : " نعم " .

هذا حديث بندار ، وفي حديث بهز بن أسد : " هل من تائب ؟ هل من مستغفر ؟ " ، فقال رجل - لأبي إسحاق : حتى يطلع الفجر ، قال : " نعم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية