الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 336 ] 7090 - (م د ت س) : يعقوب بن أبي سلمة الماجشون القرشي التيمي ، أبو يوسف المدني ، مولى آل المنكدر ، والد يوسف بن يعقوب ، وعبد العزيز بن يعقوب ، وعم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، واسم أبي سلمة دينار ، ويقال : ميمون .

                                                                          روى عن : طلق بن حبيب ، وعاصم بن عمر بن قتادة ( تم س ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ( م د ت س ) ، وعمر بن عبد العزيز ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، وأبي هريرة .

                                                                          روى عنه : ابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ( م د ت س ) ، وابناه : عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ، ويوسف بن يعقوب بن أبي سلمة ( م ت س ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، [ ص: 337 ] وقال : يكنى أبا يوسف وهو الماجشون ، فسمي بذلك هو وولده ، فيعرفون جميعا بالماجشون ، وكان فيهم رجال لهم فقه ورواية للحديث والعلم ، وليعقوب أحاديث يسيرة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : إنما سمي الماجشون للونه .

                                                                          وقال البخاري ، عن هارون بن محمد : الماجشون بالفارسية المورد .

                                                                          قال مصعب : وكان يعلم الغناء ويتخذ القيان ظاهرا أمره في ذلك ، وكان يجالس عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز في إمرته .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان يعين ربيعة على أبي الزناد ، لأن أبا الزناد كان معاديا لربيعة .

                                                                          قال مصعب : وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة ، وكان يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولاية عمر على المدينة ، وكان يأنس إليه ، فلما استحلف عمر قدم عليه الماجشون ، فقال له عمر : إنا تركناك حين تركنا لبس الخز فانصرف عنه .

                                                                          [ ص: 338 ] وقال يعقوب بن شيبة السدوسي في ترجمة يعقوب هذا : حدثني عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن ابن الماجشون ، قال : عرج بروح أبي الماجشون ، فوضعناه على سرير الغسل ، وقلنا للناس : نروح به ، فدخل غاسل إليه يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدمه فأقبل علينا ، فقال : أرى عرقا يتحرك ولا أرى أن أعجل عليه ، فاعتللنا على الناس ، وقلنا : نغدوا لم يتهيأ أمرنا على ما أردنا فأصبحنا وغدا عليه الغاسل ، وجاء الناس ، فرأى العرق على حاله ، فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه ، فمكث ثلاثا على حاله ، ثم إنه نشع بعد ذلك ، فاستوى جالسا ، فقال : ائتوني بسويق ، فأتي به ، فشربه ، فقلنا له : خبرنا مما رأيت ، قال : نعم ، إنه عرج بروحي ، فصعد بي الملك حتى أتى سماء الدنيا فاستفتح ففتح له ، ثم هكذا في السماوات حتى انتهى إلى السماء السابعة ، فقيل له : من معك ؟ قال : الماجشون ، فقيل له : لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا سنة ، وكذا وكذا شهرا ، وكذا وكذا يوما ، وكذا وكذا ساعة ، ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، ورأيت عمر بن عبد العزيز بين يديه ، فقلت للذي معي : من هذا ؟ قال : أو ما تعرفه ؟ قلت : إني أحببت أن أستثبت ، قال : هذا عمر بن عبد العزيز : قلت : إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه عمل بالحق في زمن الجور ، وإنهما عملا بالحق في زمن الحق .

                                                                          [ ص: 339 ] قال أبو القاسم : ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن يعقوب مات سنة أربع وستين ومائة .

                                                                          كذا في عدة نسخ ولم ينبه عليه أبو القاسم ، وهو خطأ لا شك فيه ، وصوابه إن شاء الله سنة أربع وعشرين ومائة ، فإن محمد بن سعد ذكر وفاة غير واحد من أهل طبقته بعد سنة عشرين ومائة والله أعلم .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية