الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7063 - (م د ت ق) : يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي الدمشقي ، أخو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وكان الأصغر ، أصله من البصرة .

                                                                          روى عن : بسر بن عبيد الله الحضرمي ، وخالد بن اللجلاج ، ورزيق بن حيان الفزاري ( م ) ، وعبد الله بن محصن ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ( ت ق ) ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، والقاسم بن مخيمرة ، والقاسم أبي عبد الرحمن ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومسلم بن قرظة فيما قيل ، والصحيح أن بينهما رجلا ، وعن مكحول الشامي ( د ت ق ) ، وهلال مولى عمر بن عبد العزيز ، ووهب بن منبه لقيه بالموسم ، ويزيد بن الأصم ( د ) على خلاف فيه .

                                                                          [ ص: 274 ] روى عنه : إبراهيم بن سليمان الأفطس ، وأبو النضر إسحاق بن سيار الدمشقي ، وأشرس بن الحسن ، وثور بن يزيد الحمصي ، وحسين بن علي الجعفي ، وحمزة بن عمرو النصيبي ، وزياد بن سعد الخراساني ، وسفيان الثوري ( د ق ) ، وسفيان بن عيينة ( ت ق ) ، وشعيب بن أبي حمزة ، وعبد الله بن سليمان النوفلي ، وابن أخيه عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( م ) ، وأخوه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي صاحب كتاب " الفتوح " ، وهشام بن الغاز ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، ويزيد بن يوسف الصنعاني ( ت ) ، وأبو المليح الرقي على خلاف فيه .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في " الصغير " في الطبقة الثالثة من أهل الشام ، وذكره في " الكبير " في الخامسة ، وقال : كان ثقة إن شاء الله ، وكان أصغر من أخيه عبد الرحمن بن يزيد ولكنه تقدم موته قبله .

                                                                          وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الخامسة .

                                                                          وقال البخاري : قال علي : سمعت حسين الجعفي يقول : قدم علينا يزيد بن يزيد يعني الكوفة ، فذكر من بكائه .

                                                                          وقال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : رأيت يزيد بن يزيد [ ص: 275 ] ابن جابر يعرض على الزهري .

                                                                          وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : لم يكن ليزيد بن يزيد كتاب .

                                                                          وقال هشام بن عمار عن كثير بن كثير : صلى بنا مكحول بفناء فسطاط ومعه يزيد بن يزيد بن جابر في نفر من أصحابه ، ونحن على مسح له من شعر ، فلما أهوى للسجود كشف يزيد بن يزيد المسح وسجد على الأرض ، وبصر به مكحول ، فلما انصرف قال : ما حملك على فعلت ، إنك رجل يؤخذ عنك لا أعرفن ما عدت لمثلها .

                                                                          وقال الحسن بن محمد بن بكار بن بلال : قال أبو مسهر : كان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى ومعه يزيد بن يزيد ابن جابر .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : سألت عبد الرحمن بن إبراهيم أي أصحاب مكحول أعلى ؟ قال : سليمان بن موسى ويزيد بن يزيد بن جابر والعلاء بن الحارث .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عن أصحاب مكحول ، فقال : أثبتهم سليمان بن موسى ثم يزيد بن يزيد بن جابر . قال : وسمعت أبي يقول : أختار من أهل الشام بعد الزهري ومكحول : سليمان بن موسى ، ويزيد بن يزيد بن جابر .

                                                                          [ ص: 276 ]

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن علي ابن المديني : سمعت سفيان يقول : قدم علينا يزيد بن يزيد بن جابر وكان حسن الهيئة حسن النحو ، كان يقولون لم يكن في أصحاب مكحول مثله .

                                                                          وقال عبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي ، عن سفيان بن محمد : سمعت ابن عيينة يقول : يزيد بن يزيد بن جابر ثقة ، عاقل ، حافظ من أهل الشام ، لا أعلم مكحولا خلف بالشام مثله إلا ما ذكره بن جريج من سليمان بن موسى .

                                                                          وقال مروان بن محمد ، عن أبي مسهر : لما مات مكحول جلس يزيد بن يزيد بن جابر وكان نزر الكلام ، فجالسوا سليمان ابن موسى .

                                                                          وقال دحيم ، عن أبي مسهر : لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد . قال : وكان رجلا سكيتا ، فتحولوا إلى سليمان بن موسى ، فأوسعهم .

                                                                          قال : فلما مات سليمان أحدقوا بالعلاء بن الحارث .

                                                                          وقال الهيثم بن خارجة : حدثنا أصحابنا عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : لما مات مكحول جلسنا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان زميتا لا يحدثنا إلا ما نسأله عنه ، فتحولنا إلى سليمان بن موسى ، فكان يحدثنا بما نريد وبما لا نريد .

                                                                          قال الهيثم : وكان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى ، ويزيد بن يزيد بن [ ص: 277 ] جابر ، والعلاء بن الحارث ، وعبيد الله بن عبيد الكلاعي .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قلت له - يعني لدحيم - : فيزيد بن يزيد بن جابر فوق العلاء بن الحارث ؟ قال : نعم . قال أبو زرعة : وكنت أرى أبا مسهر يقدم كل التقديم من أصحاب مكحول ثلاثة : سليمان بن موسى ، ويزيد بن يزيد بن جابر ، والعلاء بن الحارث .

                                                                          وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : يزيد بن يزيد بن جابر لا بأس به من صالحيهم .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال النسائي .

                                                                          وقال عباس بن محمد الدوري ، عن يحيى بن معين : عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هو أخو يزيد بن يزيد بن جابر ، وهما جميعا ثقة .

                                                                          وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن أبيه : قال غير يحيى : كان يزيد بن يزيد بن جابر غيلانيا .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان أيضا : سألت هشام بن عمار عن [ ص: 278 ] شيوخهم ، فذكر له يزيد بن يزيد ، فقال : ذاك أفسد نفسه ، خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : يزيد بن يزيد بن جابر ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر من ثقات الثقات ، أجازه الوليد بخمسين ألف دينار ، وذكر للقضاء فإذا هو أكبر من القضاء ، وعبد الرحمن أكبر منه ، ومات يزيد قبل عبد الرحمن .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : كان من خيار عباد الله .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : روى عنه شعيب بن أبي حمزة وكان عرض عليه اختلاف الزهري ومكحول فخطأ الزهري أحيانا وخطأ مكحولا أحيانا ، وتابعهما أحيانا .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : مات في خلافة أبي العباس ، قال : ولا أظنه إلا قد أدرك أبا جعفر .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قرأت في بعض الكتب : مات يزيد بن يزيد بن جابر سنة ثلاث وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وعمرو بن دحيم ، وأبو سليمان بن [ ص: 279 ] زبر الربعي : مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة .

                                                                          وقال الواقدي ، وكاتبه محمد بن سعد ، وعلي بن عبد الله التميمي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، ويحيى بن معين ، وعمرو بن علي : مات سنة أربع وثلاثين ومائة .

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط ، والربعي في موضع آخر .

                                                                          قال التميمي ومحمد بن سعد : ولم يبلغ ستين سنة .

                                                                          وقال الواقدي : لم يبلغ سبعين سنة .

                                                                          وذكر غير واحد منهم أنه مات بالمدينة .

                                                                          وقال خليفة وحده : مات بالشام .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم [ ص: 280 ] الحافظ ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ، قال : حدثنا أبو جعفر النفيلي ، قال : حدثنا أبو المليح الرقي ، قال : حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر شيخ من أهل الرقة ، قال : حدثني يزيد بن الأصم ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأهم أن آمر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب . . الحديث " .

                                                                          كذا وقع في هذه الرواية . ورواه أبو داود عن النفيلي ، فوافقناه فيه بعلو ، وقال : يزيد بن يزيد حسب ، فالله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية