الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7163 - (ل ت) : يوسف بن يحيى القرشي ، أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه ، صاحب الشافعي .

                                                                          [ ص: 473 ] روى عن : عبد الله بن وهب ، ومحمد بن إدريس الشافعي ( ت ) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن منصور الرمادي ، وأبو الطاهر خير بن عرفة المصري الخولاني ، والربيع بن سليمان المرادي ( ل ) ، وصالح بن محمد الرازي نزيل بغداد ، والقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، والقاسم بن هاشم السمسار ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ( ت ) ، ومحمد بن عامر المصيصي ، ومحمد بن عبد الله بن سعيد الأندلسي الجوهري ، وأبو سهل محمود بن النضر بن واصل البخاري الباهلي وهو أول من حمل كتب الشافعي إلى بخارى ، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، وأبو حاتم الرازي ، وقال : صدوق ، وأبو الوليد بن أبي الجارود المكي .

                                                                          أخبرنا أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب الحافظ ، قال : وكان قد حمل إلى بغداد في أيام المحنة وأريد على القول بخلق القرآن ، فامتنع من الإجابة إلى ذلك ، فحبس ببغداد ، ولم يزل في الحبس إلى حين وفاته ، وكان صالحا ، متعبدا ، زاهدا .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي ببيت المقدس ، قال : حدثنا أبو الحسن علي [ ص: 474 ] ابن محمد الطيبي بإستراباذ ، قال : حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد ، قال : سمعت الربيع ، وهو ابن سليمان ، قال : سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود ، يقول : كان أبو يعقوب البويطي جاري ، قال : فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي .

                                                                          قال الربيع : وكان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله عز وجل ، أو نحو ما قال .

                                                                          وبه ، قال : قلت للربيع : سمعت البويطي يقول : إنما خلق الله كل شيء بكن ، فإن كانت كن مخلوقة ، فمخلوق خلق مخلوقا ؟ قال : نعم .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الهمذاني ، قال : حدثني الفضل بن الفضيل الكندي ، قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني - ابن محمد بن إدريس الرازي ، قال : قال الربيع بن سليمان : ما رأيت أحدا أبرع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا العتيقي والتنوخي ، قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : في كتابي عن الربيع بن سليمان ، قال : كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة ، وكان الرجل ربما سأله عن المسألة ، فيقول : سل أبا يعقوب ، فإذا أجاب أخبره ، فيقول : هو كما قال .

                                                                          قال : وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرطة ، فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول : هذا لساني .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي الإستراباذي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور ، قال : سمعت أبا [ ص: 475 ] العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول : رأيت أبي في المنام ، فقال لي : يا بني عليك بكتاب البويطي ، فليس في الكتب أقل خطأ منه .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب الخطيب بدمشق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان السلمي ، قال : حدثنا محمد بن بشر الزنبري بمصر ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البويطي ، فنظر إلينا ، فقال لي : أنت تموت في الحديث ، وقال للبويطي : أنت تموت في الحديد ، وقال للمزني : هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله ، قال الربيع : فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه ، مغلولة يداه إلى عنقه .

                                                                          إلى هنا عن أبي بكر الخطيب ، عن شيوخه .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : كان من أهل الدين والعلم والفهم والثقة ، صليبا في السنة ، يرد على أهل البدع ، وكان حسن النظر .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان من أصحاب الشافعي ، وكان متقشفا ، حمل من مصر أيام المحنة والفتنة بالقرآن إلى العراق ، فأرادوه على الفتنة ، فامتنع ، فسجن ببغداد ، وقيد ، وأقام مسجونا إلى أن توفي في السجن والقيد ، ببغداد سنة اثنتين وثلاثين [ ص: 476 ] ومائتين ، وقد كتب عنه شيء يسير ، كذا قال في تاريخ وفاته .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي ، وموسى بن هارون الحافظ ، وأبو القاسم البغوي وغيرهم : مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وهذا هو الصحيح .

                                                                          وزاد موسى بن هارون : في رجب ، وشهدت جنازته ، حبس في القرآن فلم يجب .

                                                                          روى له أبو داود في " المسائل " قوله : " من قال القرآن مخلوق فهو كافر " ، والترمذي عن الشافعي قوله .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية