الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          7067 - (د ت س) : يزيد الفارسي البصري ، والصحيح أنه غير يزيد بن هرمز المقدم ذكره .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عباس ( د ت س ) .

                                                                          روى عنه : عبد الله بن فيروز الداناج ، وعوف الأعرابي ( د ت س ) ، عون بن ربيعة الثقفي ، ومالك بن دينار ، وحكى عن الحجاج بن يوسف ، وعبيد الله بن زياد في أمر المصاحف ، وكان كتب مصحف عبيد الله بن زياد .

                                                                          وقد تقدم ذكر شيء من أحواله في ترجمة يزيد بن هرمز .

                                                                          روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد المقدسي ، قال : أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب ، قال :

                                                                          [ ص: 288 ] أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم البزاز المعروف بابن الأدمي ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث من لفظه ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وابن أبي عدي ، وسهل بن يوسف ، قالوا : أخبرنا عوف بن أبي جميلة ، قال : حدثني يزيد الفارسي ، قال : حدثني ابن عباس ، قال : قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموهما في السبع الطول ؟ ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد ، وكان إذا أنزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وإذا أنزلت عليه الآية يقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتها في السبع الطول .

                                                                          [ ص: 289 ] وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، قال : حدثنا عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي ، قال : حدثني ابن عباس ، قال قلت لعثمان ، فذكر نحوه .

                                                                          رواه أبو داود عن زياد بن أيوب ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          وأخرجه من وجه آخر عن هشيم عن عوف .

                                                                          ورواه الترمذي عن محمد بن بشار ، فوافقناه فيه بعلو ، وقال : حسن لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد ، ورواه النسائي عن محمد بن مثنى عن يحيى بن سعيد ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          وأخرج له الترمذي حديثا آخر في " الشمائل " عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي " .

                                                                          وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية