الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 20 ]

ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ومائة

فمن الحوادث فيها:

دخول قسطنطين طاغية الروم ملطية عنوة ، وقهره لأهلها ، وهدمه سورها ، إلا أنه عفا عمن فيها من المقاتلة والذرية .

وفيها: غزا العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الصائفة مع صالح بن علي ، فوصله صالح بأربعين ألف دينار ، وخرج معهم عيسى بن علي ، فوصله أيضا بأربعين ألف دينار ، وبنى صالح ما كان صاحب الروم هدمه من ملطية .

وقد قيل: إن خروج صالح والعباس إلى ملطية للغزو كان في سنة تسع وثلاثين ومائة .

وفيها: بايع عبد الله بن علي لأبي جعفر وهو مقيم بالبصرة مع أخيه سليمان بن علي .

وفيها: خلع جهور بن مرار العجلي المنصور :

وكان السبب أن جهور هزم سنباذ ، وحوى ما في عسكره ، وكان فيه خزائن أبي مسلم التي خلفها بالري ، فلم يوجهها إلى أبي جعفر ، فخاف فخلعه ، فوجه إليه أبو جعفر محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش عظيم ، فلقيه محمد فاقتتلوا قتالا شديدا ، وهرب جهور ، فلحق بأذربيجان ، ثم أخذ بعد ذلك وقتل . [ ص: 21 ]

وفيها: قتل الملبد الخارجي:

وقد ذكرنا شأنه في السنة التي قبلها ، وما جرى له إلى أن تحصن منه حميد . ثم وجه أبو جعفر إليه عبد العزيز بن عبد الرحمن أخا عبد الجبار ، وضم إليه زياد بن مشكان ، فأكمن له الملبد مائة فارس ، فلما لقيه عبد العزيز خرج عليه الكمين فهزموه وقتلوا عامة أصحابه ، فوجه إليه أبو جعفر خازم بن خزيمة في نحو من ثمانية آلاف ، فالتقوا فتسايروا من منزل إلى منزل ، فقتل الملبد في أكثر من ألف من أصحابه ، وهرب الباقون فتبعوهم فقتلوا منهم مائة وخمسين .

وفي هذه السنة: حج بالناس الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس .

وذكر أنه خرج من الشام حاجا ، فأدركته ولايته على الموسم والحج بالناس في الطريق ، فمر بالمدينة فأحرم منها .

وكان زياد بن عبيد الله على مكة والمدينة والطائف .

وعلى الكوفة وسوادها عيسى بن موسى .

وعلى البصرة وأعمالها سليمان بن علي . وعلى قضائها سوار بن عبد الله .

وعلى خراسان أبو داود خالد بن إبراهيم .

وعلى مصر صالح بن علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية