الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

752 - حميد بن مهران ، أبو عبيدة الطويل .

مولى لخزاعة ، ولد سنة ثمان وستين .

753 - حيي بن شريح ، أبو عبد الله المعافري ، ثم الحبلي .

روى عنه: ابن لهيعة وغيره ، وآخر من حدث عنه بمصر ابن وهب .

توفي في هذه السنة .

754 - سليمان بن طرخان ، أبو المعتمر التيمي .

نزل في التيم فنسب إليهم وليس بتيمي . وكان ثقة من العباد يصلي الغداة بوضوء صلاة العشاء ، وكان هو وابنه المعتمر يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد وفي هذا المسجد حتى يصبحا .

أخبرنا محمد بن عبد الله بن حبيب قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي صادق قال: أخبرنا ابن باكويه قال: حدثنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثنا عبد الله بن أبي القاسم قال: حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال: حدثنا أحمد بن الزورقي قال: حدثنا الوليد بن صالح قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: ما أبقى سليمان التيمي من ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا ، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا ، وإن لم يكن في ساعة صلاة وجدناه إما يتوضأ للصلاة أو عائدا لمريض أو مشيعا لجنازة أو قاعدا في المسجد يسبح ، وكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عز وجل .

أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين بن علي بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: سمعت معتمر بن سليمان يقول: لولا أنك بين أهلي ما حدثتك عن أبي بهذا ، مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، ويصلي الصبح بوضوء العشاء ، وربما أحدث الوضوء من غير نوم . [ ص: 42 ]

قال أبو نعيم: وحدثنا أبو حامد بن جميل قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: سمعت جريرا ، عن رقبة قال: رأيت رب العزة في المنام ، فقال: وعزتي لأكرمن مثوى سليمان - يعني التيمي .

وبلغنا من طريق آخر عن رقبة قال: رأيت رب العزة في النوم فقال لي: يا رقبة ، وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي ، فإنه صلى لي أربعين سنة الغداة على ظهر العتمة . قال: فجئت إلى سليمان فحدثته فقال: أنت رأيت هذا؟ قلت: نعم . قال: لأحدثنك بمائة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جئتني من هذه البشارة . قال: فلما كان بعد مد يدة مات فرأيته في المنام . فقلت: ما فعل الله بك . قال: غفر لي وأدناني وقربني وغلفني [بيده] . وقال: هكذا أفعل بأبناء ثلاث وثمانين .

أسند سليمان التيمي عن أنس بن مالك وعن جماعة من أكابر التابعين . وتوفي بالبصرة في هذه السنة .

755 - فاطمة بنت محمد بن المنكدر

أخبرنا محمد بن ناصر بإسناد له عن إبراهيم بن مسلم القرشي قال: كانت فاطمة بنت محمد بن المنكدر تكون نهارها ، فإذا جنها الليل تنادي بصوت حزين: هدأ الليل ، واختلط الظلام ، وأوى كل حبيب إلى حبيبه ، وخلوتي بك أيها المحبوب أن تعتقني من النار .

756 - يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل بن ثعلبة ، أبو سعيد الأنصاري المديني .

سمع من أنس بن مالك ، والسائب بن يزيد ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وسعيد بن المسيب ، والقاسم ، وغيرهم .

ثم روى عنه هشام بن عروة ، ومالك ، وابن جريح ، وشعبة ، وغيرهم .

وكان فقيها ثقة يتولى القضاء بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في أيام الوليد بن عبد الملك ، [ ص: 43 ] أقدمه المنصور العراق وولاه القضاء بالهاشمية ، وذلك قبل أن تبنى بغداد .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا التنوخي قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: حدثني علي بن محمد بن عبيد قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا يحيى بن محمد بن طلحة قال: حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله ، وأصابه ضيق شديد ، وركبه الدين ، فبينا هو على ذلك إذ أتاه كتاب أبي العباس يستقضيه . قال سليمان: فوكلني يحيى بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا ، فلما قدم العراق كتب إلي: إني كنت قلت لك حين خرجت: قد خرجت وما أجهل شيئا ، وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي ، فاقتضيا بشيء والله ما سمعته قط ، فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة واكتب إلي بما يقول ، ولا يعلم أنني كتبت إليك بذلك .

حدثنا القزاز قال: حدثنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثني جدي قال: حدثني أبو بكر بن أبي الأسود قال: أخبرنا عبد الرحمن ، عن وهيب قال: قدمت المدينة فما رأيت أحدا إلا يعرف وينكر إلا يحيى بن سعيد ، ومالك بن أنس .

توفي يحيى بالهاشمية من الأنبار في هذه السنة . وقيل: سنة أربع . وقيل: سنة ست . [ ص: 44 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية