الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2184 - وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره وهو مشهور عنه قاله إنكارا منه لقول مالك في حديث " البيعين بالخيار " وكان إبراهيم بن سعد يتكلم وكان إبراهيم بن أبي يحيى يدعو عليه وتكلم في مالك أيضا فيما ذكره الساجي في كتاب العلل عبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن إسحاق ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد ، وعابوا أشياء من مذهبه وتكلم فيه غيرهم ؛ لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم وروايته عن داود بن الحصين ، وثور بن زيد وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسدا لموضع إمامته وعابه قوم في إنكاره المسح على الخفين في الحضر والسفر وفي كلامه في علي وعثمان ، وفي فتياه بإتيان النساء في الأعجاز ، وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسبوه بذلك إلى ما لا يحسن ذكره ، وقد برأ الله عز وجل مالكا عما قالوه ، وكان إن شاء الله عند الله وجيها وما مثل من تكلم في مالك والشافعي ونظرائهما من الأئمة إلا كما قال الشاعر الأعشى :


كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

[ ص: 1116 ]

2185 - أو كما قال الحسين بن حميد :


يا ناطح الجبل العالي ليكلمه     أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل



2186 - وكلام أبي الزناد في ربيعة هو من هذا الباب أيضا .

2187 - ولقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول :


ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما     وللناس قال بالظنون وقيل



2188 - وهذا خير من قول القائل :


. . . . .     وما اعتذارك من شيء إذا قيلا ،



2189 - فقد رأينا الباطل والبغي والحسد أسرع الناس إليه قديما ألا ترى إلى قول الكوفي في سعد بن أبي وقاص : إنه لا يعدل في الرعية ولا يغزو في السرية ، ولا يقسم بالسوية ، وسعد بدري وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة الذين جعل عمر بن الخطاب الشورى فيهم ، وقال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض .

التالي السابق


الخدمات العلمية