الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1665 - وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد وأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر قال البخاري ، لم يرو هذا الخبر عن معمر غير عبد الرزاق وأخشى أن يكون وهم فيه يعني في إسناده قال أبو عمر : " اختلف الفقهاء في تأويل هذا الحديث ، فقال قوم : لا يؤجر من أخطأ لأن الخطأ لا يؤجر أحد عليه وحسبه أن يرفع عنه المأثم ، وردوا هذا الحديث [ ص: 884 ] بحديث بريدة المذكور في هذا الباب وبقوله :

1666 - " تجاوز الله لأمتي عن خطئها ونسيانها " وبقول الله : ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) ونحو هذا ، وقال آخرون : يؤجر في الخطأ أجرا واحدا على ظاهر حديث عمرو بن العاص ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق بين أجر المخطئ والمصيب فدل أن المخطئ يؤجر ، وهذا نص ليس لأحد أن يرده وقال الشافعي رحمه الله ومن قال بقوله : يؤجر ولكنه لا يؤجر على الخطأ ؛ لأن الخطأ في الدين لم يؤمر به أحد وإنما يؤجر لإرادته الحق الذي أخطأه ، قال المزني : فقد أثبت الشافعي في قوله هذا أن المجتهد المخطئ أحدث في الدين ما لم يؤمر به ولم يكلفه ، وإنما أجر في نيته لا في خطئه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية