الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1680 - وذكر الشعبي ، مرة أخرى القياس فقال : " أيش في القياس " .

1681 - وقال الشعبي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تهلك أمتي حتى تقع في المقاييس ، فإذا وقعت في المقاييس فقد هلكت " وقد ذكرنا في هذا المعنى زيادة في باب ذم الرأي من هذا الكتاب ؛ لأنه معنى منه ، وبالله التوفيق ، فاحتج من نفى القياس بهذه الأثار ومثلها وقالوا في حديث معاذ : إن معناه أن يجتهد رأيه على الكتاب والسنة وتكلم داود في إسناد حديث معاذ ورده ودفعه من أجل أنه عن أصحاب معاذ ولم يسموا ، قال أبو عمر : وحديث معاذ صحيح مشهور رواه الأئمة العدول وهو أصل في الاجتهاد والقياس على الأصول وبه قال جمهور العلماء وسائر الفقهاء ، وقالوا في هذه الآثار وما كان مثلها في ذم القياس : إنه القياس على غير أصل ، والقول في دين الله بالظن ألا ترى إلى قول من قال منهم : أول من قاس إبليس " رد أصل العلم بالرأي الفاسد والقياس لا يجوز عند أحد ممن قال به إلا في رد الفروع إلى أصولها ، لا في [ ص: 895 ] رد الأصول بالرأي والظن ، وإذا صح النص من الكتاب والأثر بطل القياس والنظر ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة ) الآية ، وأي أصل أقوى من أمر الله تعالى لإبليس بالسجود ، وهو العالم بما خلق منه آدم وما خلق منه إبليس ، ثم أمره بالسجود له فأبى واستكبر لعلة ليست بمانعة من أن يأمره الله بما يشاء ؟ فهذا ومثله لا يحل ولا يجوز . وأما القياس على الأصول والحكم للشيء بحكم نظيره فهذا ما لم يخالف فيه أحد من السلف ، بل كل من روي عنه ذم القياس قد وجد له القياس الصحيح منصوصا لا يدفع هذا إلا جاهل أو متجاهل مخالف للسلف في الأحكام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية