الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1823 - وجادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اليهود في جبريل وميكائيل عليهما السلام ، قال جماعة من المفسرين : كان لعمر أرض بأعلى المدينة فكان يأتيها وكان طريقه على موضع مدارسة اليهود وكان كلما مر دخل عليهم فسمع منهم وأنه دخل عليهم ذات يوم فقالوا : يا عمر ، ما من أصحاب محمد أحد أحب إلينا منك ، إنهم يمرون بنا فيؤذوننا وتمر بنا فلا تؤذينا ، وإنا لنطمع فيك، فقال لهم عمر : أي يمين فيكم أعظم ؟ قالوا : الرحمن ، قال : فبالرحمن الذي أنزل التوارة على موسى بطور سيناء ، أتجدون محمدا عندكم نبيا ، فسكتوا قال : تكلموا ما شأنكم ؟ والله ما سألتكم وأنا شاك في شيء من ديني ، فنظر بعضهم إلى بعض فقام رجل منهم فقال : أخبروا الرجل أو لأخبرنه قالوا : نعم إنا لنجده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من الملائكة الذي يأتيه بالوحي هو جبريل ، وجبريل عدونا وهو صاحب كل قتال وعذاب وخسف ولو أنه كان وليه ميكائيل لآمنا به ، فإن ميكائيل صاحب كل رحمة وكل غيث قال : فأنشدكم الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى أين ميكائيل وأين جبريل من الله عز وجل ؟ قالوا : جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، قال عمر : فأشهد أن الذي هو عدو للذي عن يمينه عدو للذي عن يساره ، والذي هو عدو للذي عن يساره عدو للذي عن يمينه ، وأنه من كان عدوا لهما فإنه عدو لله ، ثم رجع عمر ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل عليه السلام قد سبقه بالوحي ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) الآيات ، فقال عمر : والذي بعثك بالحق ، لقد جئت وما أريد إلا أن أخبرك ، فهذا مما صدق الله عز وجل فيه قول عمر " واحتجاجه ، وهو باب من الاحتجاج لطيف مسلوك عند أهل النظر وتركنا إسناد هذا الخبر وسائر ما أوردناه من الأخبار في هذا الباب والباب الذي قبله وبعده ؛ لشهرتها في التفاسير والمصنفات ، . [ ص: 958 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية