الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
786 - أنا محمد بن أحمد بن علي الدقاق ، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا ابن خلاد ، نا أبو عمر : أحمد بن محمد بن سهيل ، قال : حدثني رجل ، ذكره من أهل العلم ، قال ابن خلاد : وأنسيت أنا اسمه ، قال : وقفت امرأة على مجلس فيه يحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وخلف بن سالم ، في جماعة يتذاكرون الحديث ، فسمعتهم يقولون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورواه فلان ، وما حدث به غير فلان ، فسألتهم عن الحائض تغسل الموتى - وكانت غاسلة - ؟ فلم يجبها أحد منهم وجعل بعضهم ينظر إلى بعض ، فأقبل أبو ثور ، فقالوا لها : عليك بالمقبل ، فالتفتت إليه وقد دنا منها ، فسألته ؟ فقال : " نعم ، تغسل الميت ، لحديث القاسم ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لها : " أما إن حيضتك ليست في يدك " ، ولقولها : " كنت أفرق رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، بالماء ، وأنا حائض " .

قال أبو ثور : " فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به " [ ص: 161 ] فقالوا : نعم ، رواه فلان ، وحدثناه فلان ، ويعرفونه من طريق كذا وخاضوا في الطرق ، فقالت المرأة : فأين كنتم إلى الآن " .

وإنما أسرعت ألسنة المخالفين إلى الطعن عن المحدثين لحملهم أصول الفقه ، وأدلته في ضمن السنن ، مع عدم معرفتهم بمواضعها ، فإذا عرف صاحب الحديث بالتفقه خرست عنه الألسن ، وعظم محله في الصدور والأعين ، وخسئ من كان عليه يطعن .

التالي السابق


الخدمات العلمية