الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
794 - أنا أبو مسلم جعفر بن باي الفقيه الجيلي ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ بأصبهان ، نا محمد بن خالد بن يزيد البرذعي ، قال : سمعت عطية بن بقية ، يقول : قال لي أبي : " كنت عند شعبة بن الحجاج ، إذ قال لي " يا أبا يحمد ، إذا جاءتكم مسألة معضلة من تسألون عنها ؟ " قال : قلت في نفسي : هذا رجل قد أعجبته نفسه ، قال : قلت : يا أبا بسطام نوجه إليك وإلى أصحابك حتى تفتونا ، قال : فما كان إلا هنيهة إذ جاءه رجل ، فقال : يا أبا بسطام ، رجل ضرب رجلا على أم رأسه ، فادعى المضروب أنه انقطع شمه ، قال : فجعل شعبة يتشاغل عنه يمينا وشمالا ، فأومأت إلى الرجل أن ألح عليه ، فالتفت إلي فقال : " يا أبا يحمد ما أشد البغي على أهله ، لا والله ما عندي فيه شيء ، ولكن أفته أنت " ، قال : قلت : يسألك وأفتيه أنا ؟ قال : فإني قد سألتك ، قال : قلت : سمعت الأوزاعي والزبيري يقولان : يدق الخردل دقا بالغا ثم يشم فإن عطس كذب ، وإن لم يعطس صدق ، قال : " جئت بها يا بقية ، والله ما يعطس رجل انقطع شمه أبدا " .

[ ص: 165 ] فإن قال قائل : درس الفقه إنما يكون في الحداثة وزمان الشبيبة ، لأنه يحتاج إلى الملازمة ، وشدة الصبر عليه ، والمداومة ، ولا يقدر على ذلك من علت سنه ، ولا يطمع فيه من مضى أكثر عمره .

قيل : ليس مما ذكرت بمانع من طلبه ، ولأن يلقى الله طالبا للعلم خير من أن يلقاه تاركا له ، زاهدا فيه راغبا عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية