الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1219 - أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز ، وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله السكري ، قالا : أنا علي بن محمد بن أحمد المصري ، أنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم ، نا الفريابي ، نا سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، قال : " إذا اختلف عليك في أمرين ، فخذ بأيسرهما ، ثم قرأ : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) " .

وقيل يأخذ بفتوى أفضلهما عنده في الدين والعلم وأورعهما ، ويلزمه الاجتهاد في تعريف ذلك من حالهما .

1220 - أنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت العكبري ، أخبرنا جدي ، قال : قال أبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري :

[ ص: 432 ] " فإن قال قائل : فكيف تقول في المستفتي من العامة إذا أفتاه الرجلان واختلفا فهل له التقليد ؟ قيل له : إن شاء الله هذا على وجهين :

أحدهما : إن كان العامي يتسع عقله ، ويكمل فهمه إذا عقل أن يعقل ، وإذا فهم أن يفهم فعليه أن يسأل المختلفين عن مذاهبهم عن حججهم ، فيأخذ بأرجحهما عنده ، فإن كان عقله لم ينقص عن هذا ، وفهمه لا يكمل له ، وسعه التقليد لأفضلهما عنده .

وقيل : يأخذ بقول من شاء من المفتين ، وهو القول الصحيح ؛ لأنه ليس من أهل الاجتهاد وإنما عليه أن يرجع إلى قول عالم ثقة ، وقد فعل ذلك ، فوجب أن يكفيه ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية