الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1440 - (خ 4) : الحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن حلوان بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن [ ص: 125 ] بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري أخو رافع بن عمرو ، ويقال له الحكم بن الأقرع ، ونعيلة بن مليل أخو غفار بن مليل .

                                                                          قال محمد بن سعد : صحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات ، ثم تحول إلى البصرة فنزلها .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (خ 4) .

                                                                          روى عنه : أبو الشعثاء جابر بن زيد (خ د) ، والحسن البصري ، ودلجة بن قيس أبو حاجب ، وسوادة بن عاصم (4) ، وعبد الله بن الصامت ، ومحمد بن سيرين ، وأبو تميمة الهجيمي ، والصحيح أن بينهما دلجة بن قيس .

                                                                          ولاه زياد خراسان فخرج إليها وسكن مرو ، ومات بها .

                                                                          قال عباس الدوري عن يحيى بن معين : يقال : إن الحكم بن عمرو الغفاري مات بخراسان .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : قال القاضي - يعني أحمد بن إسماعيل الفقيه السكري - : إن الحكم بن عمرو كنيته أبو برزة ، هو وابنه عمرو بن الحكم من قرى خزاعة بمرو ، وكان من أصحاب نصر بن سيار ، قتل يوم الخندقين ، وله عقب .

                                                                          وقال عيسى بن محمد الكاتب عن العباس بن مصعب : سمعت مشايخنا يذكرون أن الحكم بن عمرو دفن في قيوده بناحية جصين في الدباغين عند تل يعرف الآن بتل مقاتل بحذاء حمام أبي حمزة السكري .

                                                                          [ ص: 126 ] وقال هشام بن حسان عن الحسن : بعث زياد الحكم بن عمرو على خراسان فأصابوا غنائم ، فكتب إليه زياد : أما بعد : فإن أمير المؤمنين قال : لا تقسم بين المسلمين ذهبا ولا فضة . فكتب له الحكم : أما بعد : فإنك كتبت إلي تذكر كتاب أمير المؤمنين ، وإني أقسم بالله لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ، فاتقى الله ، لجعل الله له من بينهما مخرجا ، والسلام .

                                                                          وقال أوس بن عبد الله بن بريدة : حدثني أخي سهل عن أبيه عبد الله بن بريدة : أن الحكم بن عمرو الغفاري كان معاوية وجهه عاملا على خراسان ، فغنم غنائم كثيرة فكتب إلى معاوية : إني غنمت غنائم كثيرة فما ترى ؟ فكتب إليه معاوية : أن انظر كل صفراء وبيضاء فأصفها لأمير المؤمنين ، واقسم ما سوى ذلك في الجند . فجمع أصحابه فقال : ما ترون ؟ فقالوا : لا نرى لمعاوية قبلنا حقا . فكتب إلى معاوية : إني وجدت كتاب الله أحق أن يتبع من كتابك ، وإني قسمت ما غنمت في الجند . فبعث إليه معاوية عاملا فحبسه ، وقيده ، ومات في قيوده ، فأمر الحكم أن يدفن في قيوده حتى يخاصم معاوية يوم القيامة فيما قيده .

                                                                          وقال الحاكم أيضا : حدثنا العباس بن أحمد بن هارون الفقيه قال : حدثنا يحيى بن ساسويه قال : حدثني أحمد بن أبي زهير قال : حدثنا أبو وهب قال : سمعت عبد الرحمن بن رافع يقول : قدم قرشي مع المأمون فنزل سكة خاقان ، فمات له إنسان [ ص: 127 ] فبعث إلى المقبرة فأبطؤوا، فقيل : حفرنا أربعة قبور فوجدنا في كل قبر عظاما، فحفرنا الخامس، فإذا شيخ عليه كفن أبيض لم يتغير منه شيء ، فقام القرشي ، قال عبد الرحمن : فذهبت معهم فإذا هو في قبره كأنه لم يتغير منه شيء ، قال للناس : هذا قبر الحكم بن عمرو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال أبو علي محمد بن علي حمزة المروزي : مات بمرو ، وكان ولي خراسان وقبره بجنب قبر بريدة ، يقال : ليس بينهما إلا ذراع ، وكان واليا لزياد ، قال : وأمه أسماء بنت هلال بن أسد بن عبد الله .

                                                                          وقال الشاه بن عمار : ذكر أبو صالح أن الجنوب بنت الحكم الغفاري كانت تحت قثم بن العباس .

                                                                          وقال عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي : حدثني أبي عن الحكم بن عمرو الغفاري قال : دخلت أنا وأخي رافع بن عمرو على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأنا مخضوب بالحناء ، وأخي مخضوب بالصفرة ، فقال لي عمر بن الخطاب : هذا خضاب الإسلام ، وقال لأخي : هذا خضاب الإيمان .

                                                                          قيل : مات سنة خمس وأربعين .

                                                                          وقال أبو نصر ابن ماكولا : مات سنة خمسين .

                                                                          [ ص: 128 ] وقال غيره : سنة إحدى وخمسين .

                                                                          روى له الجماعة سوى مسلم .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال : أخبرنا أبو علي ابن المذهب قال : أخبرنا أبو بكر ابن مالك قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : قال عمرو بن دينار : قلت لأبي الشعثاء : إنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر ؟ قال : يا عمرو أبى ذلك البحر ، وقرأ : قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه يا عمرو ، أبى ذلك البحر ، وقرأ : قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه يا عمرو ، أبى ذلك البحر ، وقد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو الغفاري ، يعني بقوله أبى ذلك علينا البحر : ابن عباس .

                                                                          رواه البخاري عن علي ابن المديني عن سفيان [ ص: 129 ] نحوه . فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له في الصحيح غيره .

                                                                          ورواه أبو داود من حديث ابن جريج عن عمرو بن دينار .

                                                                          وأخبرنا ابن أبي عمر ، وابن علان ، وابن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل قال : أخبرنا ابن الحصين قال : أخبرنا ابن المذهب قال : أخبرنا ابن مالك قال : حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي قال : حدثنا سليمان بن داود قال : حدثنا شعبة عن عاصم الأحول قال : سمعت أبا حاجب يحدث عن الحكم بن عمرو الغفاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة .

                                                                          رواه الأربعة من حديث أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له عندهم غير هذين الحديثين ، وقد وقعا لنا بعلو ، ولله الحمد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية