الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1560 - (م ت س ق) : حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رياح بن الحارث بن معاوية بن مجاشع ، ويقال : مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي أبو ربعي الأسيدي المعروف بحنظلة الكاتب أخو رياح بن الربيع ، وابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب ، نزل الكوفة ثم انتقل إلى قرقيسيا ، له ولأخيه صحبة . [ ص: 439 ] روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (م ت س ق) .

                                                                          روى عنه : الحسن البصري ، وقتادة ، ولم يدركه ، وقيس بن زهير ، وابن ابن أخيه المرقع بن صيفي بن رياح بن الربيع (س ق) ، والهيثم بن حنش ، ويزيد بن عبد الله بن الشخير (ت) ، وأبو عثمان النهدي (م ت ق) .

                                                                          شهد مع خالد بن الوليد حروبه بالعراق ، ثم قدم معه دومة الجندل من كور دمشق ، ثم أتى معه إلى سوى ، ووجهه خالد بالأخماس إلى أبي بكر الصديق .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة .

                                                                          وقال : قال محمد بن عمر : كتب للنبي صلى الله عليه وسلم مرة كتابا فسمي بذلك الكاتب ، وكانت الكتابة في العرب قليلة .

                                                                          وقال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : خرج حنظلة الكاتب ، وجرير بن عبد الله ، وعدي بن حاتم من الكوفة فنزلوا قرقيسيا ، وقالوا : لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله ابن البرقي : إنما سمي الكاتب لأنه [ ص: 440 ] كتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، وكان بالكوفة ، فلما شتم عثمان انتقل إلى قرقيسيا .

                                                                          وقال : لا أقيم ببلد يشتم فيه عثمان . وتوفي بعد علي ، وكان معتزلا للفتنة حتى مات ، جاء عنه حديثان .

                                                                          وقال شعيب بن إبراهيم التيمي ، عن سيف بن عمر التميمي قالوا : لما انتسف خالد بن الوليد أهل سوى ، وبعث بأخماسها ، وأخماس مصيخ بهراء بعث بها مع حنظلة ، وجرير ، وعدي ، فلما قدم الوفد والكتاب والأخماس على أبي بكر ، وأخبروه الخبر ، وبقول قعقاع في الشعر ، غبر أبو بكر يتمثل بقوله تعجبا من مسيره ، وقال القعقاع :

                                                                          واعجبا لرافع أنى اهتدى فوز من قراقر إلى سوى     خمسا إذا ما سارها الجيش بكى
                                                                          ما سارها قبلك من أنس أرى     لكن بأسباب مبينات الهدى
                                                                          نكبها الله بنيات الردى

                                                                          [ ص: 441 ] أخبرنا بذلك عبد الواسع بن عبد الكافي الأبهري قال : أنبأنا عبد العزيز بن الأخضر قال : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني قال : حدثنا السري بن يحيى قال : حدثنا شعيب بن إبراهيم فذكره .

                                                                          وبه قال حدثنا سيف بن عمر ، عن أبي حارثة ، وأبي عثمان ، ومحمد ، وطلحة قالوا : وجاء حنظلة الكاتب حتى قام على محمد بن أبي بكر ، فقال : يا محمد تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها ، وتدعوك ذؤبان العرب إلى ما لا تحل فتتبعهم ، فقال : ما أنت وذاك يا ابن التميمية ، فقال : يا ابن الخثعمية إن هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبتك عليه ، ويحك بنو عبد مناف ، وانصرف عنه ، وهو يقول :


                                                                          عجبت لما يخوض الناس فيه     يرومون الخلافة أن تزولا
                                                                          ولو زالت لزال الخير عنهم     ولاقوا بعدها ذلا ذليلا
                                                                          وكانوا كاليهود أو النصارى     سواء كلهم ضلوا السبيلا

                                                                          ولحق بالكوفة ، وذكر الحديث بطوله في مقتل عثمان .

                                                                          [ ص: 442 ] وقال أبو الحسن الدارقطني : وأما شريف فهو شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم ، من ولده حنظلة بن الربيع الكاتب ، وأكثم بن صيفي بن رياح ، عاش أكثم مائة وتسعين سنة .

                                                                          وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حنظلة بن الربيع ابن أخي أكثم بن صيفي إلى أهل الطائف .

                                                                          وقال عمر بن مرقع ، عن قيس بن زهير : انطلقنا مع حنظلة بن الربيع إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت الصلاة ، فقال له تقدم ، فقال : ما كنت لأتقدمك وأنت أكبر مني سنا ، وأقدم هجرة ، والمسجد مسجدك ، فقال فرات : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيك شيئا ، لا أتقدمك أبدا ، قال : أشهدته يوم أتيته بالطائف فبعثني عينا ؟ قال : نعم ، فتقدم حنظلة فصلى بهم ، فقال فرات : يا بني عجل إني إنما قدمت هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا إلى الطائف فجاء فأخبره الخبر ، فقال : "صدقت ارجع إلى منزلك فإنك قد سهرت الليلة" ، فلما ولى قال لنا : "ائتموا بهذا وأشباهه" .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني وغير واحد قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، والحسن بن علي الفسوي قالا : حدثنا عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم المستملي (ح) قال الطبراني : وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، وزكريا بن يحيى [ ص: 443 ] الساجي قالا : حدثنا سفيان بن وكيع :

                                                                          قالا : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن عمر بن مرقع فذكره .

                                                                          وقال أبو الحسن المدائني ، عن صدقة بن عبد الله المازني : مات حنظلة الأسيدي ، وكان قد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجزعت عليه امرأته فلامها جاراتها ، وقلن لها : إن هذا يحبط أجرك ، فتمثلت بشعر رجل رثى حنظلة :


                                                                          تعجب الدهر لمحزونة     تبكي على ذي شيبة شاحب
                                                                          إن تسأليني اليوم ما شفني     أخبرك أني لست بالكاذب
                                                                          إن سواد العين أودى به     حزني على حنظلة الكاتب

                                                                          روى له مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية