الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1483 - (بخ م 4) : حماد بن أبي سليمان ، واسمه مسلم [ ص: 270 ] الأشعري ، أبو إسماعيل الكوفي الفقيه ، مولى أبي موسى ، وقيل : مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري .

                                                                          قال أبو الشيخ : حكى محمد بن يحيى بن منده أنه من أهل برخوار ، وهي من نواحي أصبهان .

                                                                          روى عن : إبراهيم النخعي (بخ م د س ق) ، وأنس بن مالك ، والحسن البصري ، وزيد بن وهب (بخ د سي) ، وسعيد بن جبير (س) ، وسعيد بن المسيب (س) ، وأبي وائل شقيق بن سلمة (ت س ق) ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن بريدة (س) ، وعبد الرحمن بن سعد مولى آل عمر بن الخطاب ، وعكرمة مولى ابن عباس .

                                                                          روى عنه : ابنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، [ ص: 271 ] وجرير بن أيوب البجلي ، وحفص بن عمر قاضي حلب ، والحكم بن عتيبة وهو أكبر منه ، وحماد بن سلمة (د س ق) ، وحمزة الزيات ، وزيد بن أبي أنيسة (س) ، وأبو غيلان سعد بن طالب الشيباني ، وسفيان الثوري (س ق) ، وسلمة بن صالح الجعفي الأحمر ، وسليمان الأعمش وهو من أقرانه ، وشعبة بن الحجاج (م د ت س) ، وعاصم الأحول (بخ) ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الملك بن عثمان الثقفي ، وعبيد بن أبي أمية والد يعلى بن عبيد الطنافسي ، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، وأبو بردة عمرو بن يزيد الكوفي ، وكعب البصري (س) ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومحمد بن مرة (مد) ، ومسعر بن كدام ، ومغيرة بن مقسم الضبي (د) وهو من أقرانه ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام الدستوائي (بخ د س) ، وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو بكر النهشلي ، وأبو هاشم الرماني (س) .

                                                                          قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال : أخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبد الله قال : أصحاب حماد : سفيان ، وشعبة .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني أبو المثنى العنبري أن أبا داود حدثهم قال : سمعت أحمد يقول : حماد مقارب الحديث ما روى عنه سفيان ، وشعبة ، والقدماء قلت : هشام الدستوائي كيف سماعه عنه ؟ قال : قديما . قال : وسألت أحمد مرة أخرى عن سماع هشام الدستوائي عن حماد ، قال : سماعه صالح قال : وسمعت أحمد قال : ولكن حماد عنده عنه تخليط ، يعني : حماد بن سلمة .

                                                                          [ ص: 272 ] وقال أيضا : أخبرني الحسين بن الحسن قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث قال : قيل لأبي عبد الله ، وأخبرني محمد بن علي قال : حدثنا الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله قيل له : حماد بن أبي سليمان ؟ قال : أما حماد فرواية القدماء عنه مقاربة : شعبة ، والثوري ، وهشام - يعني الدستوائي - قال : وأما غيرهم فقد جاؤوا عنه بأعاجيب . قلت له : حجاج وحماد بن سلمة ؟ قال : حماد على ذاك لا بأس به قال : أبو عبد الله ، وقد سقط فيه غير واحد مثل محمد بن جابر ، وذاك - وأشار بيده فظننت أنه عنى سلمة الأحمر - قال الأثرم : ولعله قد عنى غيره .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني أبو المثنى قال : حدثنا أبو داود قال : قلت لأحمد : مغيرة أحب إليك في إبراهيم أو حماد ؟ قال : فيما روى سفيان وشعبة عن حماد فحماد أحب إلي إلا أن في حديث الآخرين عنه تخليطا . قلت لأحمد : أبو معشر أحب إليك أم حماد في إبراهيم ؟ قال : ما أقربهما ! قلت لأحمد مرة أخرى : أبو معشر أحب إليك أو حماد ؟ قال : زعموا أن أبا معشر كان يأخذ عن حماد ، إلا أن أبا معشر عند أصحاب الحديث أكثر ; لأن حمادا كان يرمى بالإرجاء .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني الحسن بن عبد الوهاب قال : حدثنا [ ص: 273 ] الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله ، وسئل أيما أصح حديثا حماد أو أبو معشر ؟ قال : حماد أصح حديثا من أبي معشر .

                                                                          وقال أيضا : قرئ على عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : كانوا يرون أن عامة حديث أبي معشر عن حماد .

                                                                          وقال أيضا : أخبرنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أبا عبد الله قال : أبو معشر يعني زياد بن كليب يحدث عن إبراهيم أشياء يرفعها إلى ابن مسعود نحوا من عشرة لا يعرف لها ، عن ابن مسعود أصل ، يعني أنها مقصورة على إبراهيم قال أبو عبد الله : يقولون كان يأخذ عن حماد .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني محمد بن علي قال : حدثنا مهنى قال : سألت أبا عبد الله عن أبي معشر زياد بن كليب ، فقال : أحاديثه ليس هي بالقوية . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : كان أبو معشر زياد بن كليب يأخذ عن حماد - يعني ابن أبي سليمان - قال : وسألت أبا عبد الله : من أكبر سنا أبو معشر أو حماد بن أبي سليمان ؟ قال : ينبغي أن يكون حماد أسن .

                                                                          إلى هنا عن أبي بكر الخلال .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا الشيباني ، عن عبد الملك بن إياس قال : سألت إبراهيم : من نسأل بعدك ؟ قال : حماد .

                                                                          [ ص: 274 ] وقال أيضا : حدثنا أبي قال : حدثنا خلاد بن خالد المقرئ قال : حدثنا أبو كدينة عن مغيرة قال : قلت لإبراهيم : إن حمادا قد قعد يفتي ، فقال : وما يمنعه أن يفتي ، وقد سألني هو وحده عما لم تسألوني كلكم عن عشره ؟

                                                                          وقال أيضا : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال : حدثنا ورقاء عن مغيرة قال : لما مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حماد حتى أحدث ما أحدث . قال المقرئ : يعني الإرجاء .

                                                                          وقال أيضا : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس ، عن شعبة قال : سمعت الحكم يقول : ومن فيهم مثل حماد ؟ يعني : أهل الكوفة .

                                                                          وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثني ابن إدريس ، عن أبيه قال : سمعت ابن شبرمة يقول : ما أحد أمن علي بعلم من حماد .

                                                                          وقال : حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال : حدثنا منجاب بن الحارث قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن أبي إسحاق الشيباني قال : ما رأيت أحدا أفقه من حماد . قيل : ولا الشعبي ؟ قال : ولا الشعبي .

                                                                          وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس قال : ما سمعت أبا إسحاق الشيباني ذكر حمادا إلا أثنى عليه .

                                                                          وقال : حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : حدثنا علي [ ص: 275 ] ابن المديني قال : سمعت سفيان يقول : كان معمر يقول : لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري ، وحماد ، وقتادة .

                                                                          قال : وسمعت سفيان يقول : كان حماد أبطن بإبراهيم من الحكم .

                                                                          وقال : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق قال : قال معمر : ما رأيت مثل حماد .

                                                                          وقال : حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي قال : حدثنا حيوة بن شريح الحمصي قال : حدثنا بقية قال : قلت لشعبة : حماد بن أبي سليمان ؟ فقال : كان صدوق اللسان .

                                                                          وقال : حدثني أبي ، قال : حدثنا نعيم بن حماد قال : حدثنا ابن المبارك ، عن شعبة قال : كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ ، يعني أن الغالب عليه الفقه ، وأنه لم يرزق حفظ الآثار .

                                                                          وقال : أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إلي قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا حجاج الأعور ، عن شعبة قال : كان حماد ومغيرة أحفظ من الحكم . يعني : مع سوء حفظ حماد للآثار كان أحفظ من الحكم .

                                                                          وقال : أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه ، قال : حدثنا يحيى بن معين قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : حماد أحب إلي من مغيرة .

                                                                          [ ص: 276 ] وقال : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : أنه سئل عن مغيرة وحماد أيهما أثبت ؟ قال : حماد . وقال : حماد ثقة .

                                                                          وقال : قرئ على عباس الدوري ، عن يحيى بن معين أنه كان يقدم حماد بن أبي سليمان على أبي معشر . يعني : زياد بن كليب .

                                                                          وقال : سمعت أبي وذكر حماد بن أبي سليمان ، فقال : هو صدوق لا يحتج بحديثه ، وهو مستقيم في الفقه ، فإذا جاء الآثار شوش .

                                                                          إلى هنا عن عبد الرحمن بن أبي حاتم .

                                                                          وقال عثمان بن عثمان الغطفاني ، عن البتي : كان حماد إذا قال برأيه أصاب ، وإذا قال : قال إبراهيم ، أخطأ .

                                                                          وقال أبو نعيم ، عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت : سمعت أبي يقول : كان حماد يقول : "قال إبراهيم". فقلت : والله إنك لتكذب على إبراهيم ، أو إن إبراهيم ليخطئ .

                                                                          وقال أبو الأحوص محمد بن الهيثم ، عن موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة أنه قال لابن حماد بن أبي سليمان : كلم لي أباك يحدثني . قال : فكلمه . قال : فقال حماد : ما يأتيني أحد أثقل علي منه . قال : فكنت أقول له : قل : سمعت إبراهيم . فكان يقول : إن العهد قد طال بإبراهيم .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : حماد بن أبي سليمان [ ص: 277 ] كوفي ثقة ، وكان من أفقه أصحاب إبراهيم يروى عن : مغيرة قال : سأل حماد إبراهيم ، وكان له لسان سؤول ، وقلب عقول . قال : وكانت به موتة ، وكان ربما حدثهم بالحديث فتعتريه فإذا أفاق أخذ من حيث انتهى ، والموتة : طرف من الجنون .

                                                                          وقال النسائي : ثقة إلا أنه مرجئ .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وحماد كثير الرواية خاصة عن إبراهيم ، ويقع في حديثه أفراد وغرائب ، وهو متماسك في الحديث لا بأس به ، ويحدث عن أبي وائل وغيره بحديث صالح .

                                                                          وقال محمد بن الحسين البرجلاني عن إسحاق بن منصور السلولي : سمعت داود الطائي يقول : كان حماد بن أبي سليمان سخيا على الطعام جوادا بالدنانير والدراهم .

                                                                          وقال أيضا عن زكريا بن عدي ، عن الصلت بن بسطام التميمي ، عن أبيه : كان حماد بن أبي سليمان يزورني فيقيم عندي سائر نهاره ، ولا يطعم شيئا ، فإذا أراد أن ينصرف قال : انظر الذي تحت الوسادة فمرهم ينتفعون به ، قال : فأجد الدراهم الكثيرة .

                                                                          وعن الصلت بن بسطام قال : كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنسانا ، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا .

                                                                          [ ص: 278 ] وقال أيضا عن إسحاق بن سليمان : سمعت حماد بن أبي حنيفة يقول : لم يكن بالكوفة أسخى على طعام ومال من حماد بن أبي سليمان ، ومن بعده خلف بن حوشب .

                                                                          وقال أيضا عن عثمان بن زفر التيمي : سمعت محمد بن صبيح يقول : لما قدم أبو الزناد الكوفة على الصدقات كلم رجل حماد بن أبي سليمان في رجل يكلم له أبا الزناد يستعين به في بعض أعماله ، فقال حماد : كم يؤمل صاحبك من أبي الزناد أن يصيب معه ؟ قال : ألف درهم قال : فقد أمرت له بخمسة آلاف ، ولا يبذل وجهي إليه ، قال : جزاك الله خيرا فهذا أكثر مما أمل ورجا .

                                                                          وقال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" : حدثنا أبو محمد بن حيان ، وأحمد بن إسحاق قالا : حدثنا محمد بن يحيى بن منده قال : حدثني محمد بن نصر ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن هياج بن بسطام ، عن سعيد بن عبيد قال : وأما أصبهان - فيما حدثنا أشياخنا - أن برخوار عنوة منه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان فقيه الكوفة .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي شيبة : مات سنة عشرين ومائة .

                                                                          [ ص: 279 ] وقال غيره : سنة تسع عشرة ومائة ، قال البخاري في الصحيح : وقال حماد : إذا أقر مرة عند الحاكم رجم - يعني الزاني - ، وروى له في "الأدب" .

                                                                          وروى له مسلم مقرونا بغيره والباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية