الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 253 ] 1482 - (خت م 4) : حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة بن أبي صخرة مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بني تميم ، ويقال : مولى قريش ، ويقال : مولى حميري بن كرامة ، وهو ابن أخت حميد الطويل .

                                                                          [ ص: 254 ] روى عن : الأزرق بن قيس (س) ، وإسحاق بن سويد العدوي (مد) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (م د س ق) ، وأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني (مد) ، وأشعث بن عبد الرحمن الجرمي (د ت سي) ، وأنس بن سيرين (م د س) ، وأيوب السختياني (خت م 4) ، وبرد بن سنان أبي العلاء الشامي (د) ، وبشر بن حرب أبي عمرو الندبي (س) ، وبهز بن حكيم (د) ، وتمام بن أبي الحكم ، وتوبة العنبري ، وثابت البناني (خت م 4) ، وثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك (د س) ، وجبر بن حبيب (ق) ، وجبلة بن عطية (س) ، والجعد أبي عثمان ، وحبيب بن الشهيد (خت د تم سي) ، وحبيب المعلم (بخ د س) ، وحجاج بن أرطاة (ت ق) ، وحكيم الأثرم (4) ، وحماد بن أبي سليمان (د س ق) ، وحميد بن هلال (د) ، وأبي الخطاب حميد بن يزيد (د) ، وخاله حميد الطويل (خت م 4) ، وحنظلة بن أبي حمزة (ق) ، وخالد بن ذكوان (د ق) ، وخالد الحذاء ، وداود بن أبي هند (م د ق) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (م) ، ورجاء بن أبي سلمة (مد س) ، وزياد بن مخراق (بخ) ، وزياد الأعلم (د) ، وزيد بن أسلم ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خت) ، وسعيد بن إياس الجريري (م د س) ، وسعيد بن جمهان (د س ق) ، وأبيه سلمة بن دينار ، وسلمة بن كهيل (م د) ، وسليمان التيمي (م س) ، وسماك بن حرب (ر م 4) ، وسنان بن ربيعة (بخ) ، وسهيل بن أبي صالح (م د سي) ، وأبي قزعة سويد بن حجير الباهلي (د) ، وأبي المنهال سيار بن سلامة (م) ، وشعيب بن الحبحاب (مدت) ، وطلحة بن [ ص: 255 ] عبيد الله بن كريز الخزاعي ، وعاصم بن بهدلة (د س ق) ، وعاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام (د ق) ، وعامر الأحول (د) ، وعباد بن منصور (خت) ، وأبي الحسن عبد الله بن شداد الأعرج (د ت ق) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم (د ق) ، وعبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة (بخ) ، وعبد الله بن عون ، وعبد الله بن كثير القارئ (قد) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل (بخ تم) ، وعبد الله بن المختار (سي) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني (د س) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (م د) ، وعبد العزيز بن صهيب (خت) ، وأبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري (س) ، وعبد الملك بن حبيب أبي عمران الجوني (خت م د ت س) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الملك بن عمير (م) ، وعبد الملك أبي جعفر (ق) ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك (قد ت س ق) ، وعبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري (د) ، وعبيد الله بن عمر (خت م د ق) ، وعثمان البتي (س) ، وعسل بن سفيان (ت) ، وعطاء بن السائب (د س ق) ، وعطاء بن أبي ميمونة (بخ) ، وعطاء الخراساني (د ت) ، وعقيل بن طلحة (ق) ، وعكرمة بن خالد ، وعلي بن الحكم البناني (بخ د) ، وعلي بن زيد بن جدعان (بخ م د ت ق) ، وعمار بن أبي عمار (م قد ت س ق) ، وعمرو بن دينار المكي (س) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة [ ص: 256 ] المازني (ق) ، وعمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي (عخ) ، وعمير بن يزيد أبي جعفر الخطمي المدني (د ت س) ، وأبي سنان عيسى بن سنان القسملي (بخ قد ت ق) ، وفائد أبي العوام (سي) ، وفرقد السبخي (ت ق) ، وقتادة (خت م 4) ، وقيس بن سعد المكي (خت د س) ، وكثير بن معدان البصري ، وكثير أبي محمد (بخ) ، وكلثوم بن جبر (قد) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (عخ) ، ومحمد بن زياد القرشي (بخ م د ت ق) ، ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي (ر) ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي (4) ، ومحمد بن واسع (د س) ، ومطر الوراق (س) ، وميمون بن جابان (د) ، وأبي جمرة نصر بن عمران الضبعي (م) ، وهارون بن رئاب (د س) ، وهشام بن حسان (خت د سي) ، وهشام بن زيد بن أنس بن مالك (د) ، وهشام بن عروة . (خت م د ق) ، وهشام بن عمرو الفزاري (4) ، وأبي حرة واصل بن عبد الرحمن (س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (م) ، ويحيى بن عتيق (د) ، وأبي التياح يزيد بن حميد الضبعي (دق) ، ويعلى بن عطاء العامري (د ت ق) ، ويوسف بن سعد (س) ، ويوسف بن عبد الله بن الحارث البصري (م سي) ، ويونس بن عبيد (خت د) ، وأبي الجوزاء المحلمي ، وأبي عاصم الغنوي (د) ، وأبي العشراء الدارمي (4) ، وأبي غالب صاحب أبي أمامة (بخ ت ق) ، وأبي المهزم التميمي (ت ق) ، وأبي نعامة السعدي (د) ، وأبي هارون العبدي ، وأبي هارون الغنوي ، وأبي هاشم الرماني (ق) .

                                                                          [ ص: 257 ] روى عنه : إبراهيم بن الحجاج السامي (س) ، وإبراهيم بن أبي سويد الذارع ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي (س) ، وآدم بن أبي إياس (سي) ، وإسحاق بن عمر بن سليط (م) ، وإسحاق بن منصور السلولي (د) ، وأسد بن موسى (س) ، وأسود بن عامر شاذان (م س ق) ، وبشر بن السري (م ت) ، وبشر بن عمر الزهراني (ق) ، وبهز بن أسد (م د س ق) ، وحبان بن هلال (م ت س) ، وحجاج بن منهال (خت م 4) ، والحسن بن بلال (سي) ، والحسن بن موسى الأشيب (م ت س ق) ، والحسين بن عروة (ق) ، وأبو عمر حفص بن عمر الضرير (د) ، وخليفة بن خياط ، وداود بن شبيب (د) ، وروح بن أسلم (ت) ، وروح بن عبادة (م) ، وزيد بن الحباب (ق) ، وزيد بن أبي الزرقاء (د) ، وشريح بن النعمان (تم س) ، وسعيد بن عبد الجبار البصري (م) ، وسعيد بن يحيى اللخمي (ق) ، وسفيان الثوري وهو من أقرانه ، وسليمان بن حرب (4) ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي (ت س) ، وسويد بن عمرو الكلبي (م ت س ق) ، وشعبة بن الحجاج ، وهو أكبر منه ، وشهاب بن عباد العبدي (بخ) ، وشهاب بن معمر البلخي (بخ) ، وشيبان بن فروخ (م) ، وطالوت بن عباد ، والعباس بن بكار الضبي ، والعباس بن الوليد النرسي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن المبارك (ت س) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (م س) ، وعبد الله بن معاوية الجمحي (ت ق) ، وعبد الأعلى بن حماد [ ص: 258 ] النرسي (م د س) ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ، وعبد الرحمن بن مهدي (م ت س ق) ، وعبد الصمد بن حسان ، وعبد الصمد بن عبد الوارث (م ت ق) ، وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني (س) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وهو من شيوخه ، وعبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار (م س) ، وعبد الواحد بن غياث (د) ، وعبيد الله بن محمد العيشي (د ت س) ، وعفان بن مسلم (م 4) ، وعمرو بن خالد الحراني (عخ) ، وعمرو بن عاصم الكلابي . (ت س ق) ، وعمرو بن مرزوق ، والعلاء بن عبد الجبار (سي) ، وغسان بن الربيع ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، والفضل بن عنبسة الواسطي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ، وقبيصة بن عقبة (ت) ، وقريش بن أنس (قد) ، وكامل بن طلحة الجحدري ، ومالك بن أنس ، وهو من أقرانه ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وهو من شيوخه ، ومحمد بن بكر البرساني (ت س ق) ، ومحمد بن عبد الله الخزاعي (د ق) ، وأبو النعمان محمد بن الفضل عارم (دتم س ق) ، ومحمد بن كثير المصيصي (س) ، ومحمد بن محبوب البناني (د) ، ومسلم بن إبراهيم (د س) ، ومسلم بن أبي عاصم النبيل ، وأبو كامل مظفر بن مدرك (ت س) ، ومعاذ بن خالد بن شقيق (س) ، ومعاذ بن معاذ (ت) ، ومهنى بن عبد الحميد (دعس) ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي (خت د س ق) ، وموسى بن داود الضبي (س) ، ومؤمل بن إسماعيل (ت) ، والنضر بن شميل (م س ق) ، والنضر بن محمد الجرشي ، والنعمان بن عبد السلام ، وهدبة بن خالد (م) ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي [ ص: 259 ] (خت 4) ، والهيثم بن جميل (ق) ، ووكيع بن الجراح (م ق) ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني (د ت) ، ويحيى بن حسان التنيسي (م س) ، ويحيى بن حماد الشيباني (سي) ، ويحيى بن سعيد القطان (م) ، ويحيى بن الضريس الرازي ، ويزيد بن هارون (م د ت س) ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي (ق) ، ويونس بن محمد المؤدب (م س) ، وأبو سعيد مولى بني هاشم (ق) ، وأبو عامر العقدي (ت) .

                                                                          قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت الناس في حميد الطويل ، سمع منه قديما .

                                                                          وقال الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت في ثابت من معمر .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله : وهيب ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ؟ قال : وهيب وهيب كأنه يوثقه ، وحماد بن سلمة لا أعلم أحدا أروى في الرد على أهل البدع منه ، وحماد بن زيد حسبك به .

                                                                          وقال محمد بن حبيب : سمعت أبا عبد الله ، وسئل عن حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة أيهما أحب إليك ؟ قال : كلاهما . ووصف حماد بن زيد بوقار ، وهدى ، وعقل .

                                                                          وقال أبو بكر الخلال : أخبرني محمد بن جعفر قال : حدثنا [ ص: 260 ] أبو الحارث : أن أبا عبد الله قيل له : أيما أحب إليك حماد بن زيد ، أو حماد بن سلمة ؟ قال : ما منهما إلا ثقة ، وحماد بن سلمة أقدم سماعا من أيوب ، وكتب عنه قديما في أول أمره ، وحماد بن زيد أكثر مجالسة له فهو أشد معرفة به .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني موسى - يعني : ابن حمدون - قال : حدثنا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : يسند حماد بن سلمة ، عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه . قال : وقال لي عفان : كان حماد بن زيد ربما قال لي في الحديث : كيف قال حماد بن سلمة ؟ قال أبو عبد الله : وكان حماد بن سلمة جالس أيوب أولا ثم تركه بعد ، ثم لزمه حماد بن زيد بعد ذلك .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني الحسن بن عبد الوهاب قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله ، وقيل له : حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد إذا اجتمعا في حديث أيوب أيهما أحب إليك ؟ قال : ما فيهما إلا ثقة ، إلا أن ابن سلمة أقدم سماعا كتب عن أيوب في أول أمره ، وحماد بن زيد أشد له معرفة ; لأنه كان يكثر مجالسته .

                                                                          قال : وأخبرنا الحسن بن عبد الوهاب في موضع آخر قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله يقول : مات أيوب وحماد بن زيد ابن أربع وثلاثين سنة ، وكان حماد كثير المجالسة لأيوب ، وكان ألزم الناس له وأطوله مجالسة .

                                                                          [ ص: 261 ] وقال أيضا : أخبرني موسى بن حمدون قال : حدثنا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : حميد الطويل خال حماد بن سلمة .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني محمد بن جعفر قال : حدثنا أبو الحارث أن أبا عبد الله قال : ما أحسن ما روى حماد عن حميد .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أن أبا عبد الله قال : حماد بن سلمة أعلم الناس بحديث حميد ، وأصح حديثا .

                                                                          قال : وأخبرني زكريا بن يحيى في موضع آخر أن أبا طالب حدثهم سمع أبا عبد الله يقول : حماد بن سلمة أثبت الناس في حميد الطويل سمع منه قديما يخالف الناس في حديثه .

                                                                          قال يحيى بن سعيد : سألت حميدا عن حديث الحسن ، فقال : لا أحفظه .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم أن أبا عبد الله قال : حميد يختلفون عنه اختلافا شديدا . قال : ولا أعلم أحدا أحسن حديثا عنه من حماد بن سلمة ، سمع منه قديما .

                                                                          وقال أيضا : أخبرنا موسى بن حمدون قال : حدثنا حنبل ، قال : قال أبو عبد الله : قال أبو سلمة الخزاعي ، قال حماد بن سلمة : إنما هو رجل مكان رجل يعني مثل أحاديث حميد عن أنس ، وعن الحسن هذه التي تختلف عنه .

                                                                          وقال أيضا : أخبرني عبد الملك الميموني قال : حدثنا ابن حنبل قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : كان [ ص: 262 ] قتادة يحدثنا فيقول : "بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول" ، و"بلغنا أن عمر" لا يسنده ، حتى قدم علينا حماد بن أبي سليمان ، فأتيناه فقلنا : حدثنا عن إبراهيم بكذا ، فقال : حدثنا الحسن ، وحدثنا أنس ، وحدثنا زرارة . وسألت سعيدا قال : فصب الإسناد علينا ، فكنا لا نستطيع أن نحفظها فكنت أحفظ تفسيره عن ثمانية عشر ، وكنت أجيء فأكتب الحديث على الباب ، فإذا جئت حفظته من الباب ، فإذا حفظته محوته .

                                                                          إلى هنا عن أبي بكر الخلال .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : حماد بن سلمة ثقة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : حديثه في أول أمره وآخره واحد .

                                                                          وقال عنه أيضا : من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد . قيل : فسليمان بن المغيرة عن ثابت قال : سليمان ثبت ، وحماد أعلم الناس بثابت .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : أثبت الناس في ثابت البناني حماد بن سلمة .

                                                                          وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : [ ص: 263 ] من سمع من حماد بن سلمة الأصناف ففيها اختلاف ، ومن سمع من حماد بن سلمة نسخا فهو صحيح .

                                                                          وقال عنه أيضا : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام .

                                                                          وقال أبو الحسن ابن البراء ، عن علي ابن المديني : لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة . وكان عند يحيى بن الضريس ، عن حماد بن سلمة عشرة آلاف ، وعن الثوري عشرة آلاف ، أو نحوه . قال : وتذاكر قوم عند يحيى بن الضريس : حماد بن سلمة أحسن حديثا أو الثوري ؟ فقال يحيى : حماد أحسن حديثا .

                                                                          وقال إسحاق بن سيار النصيبي ، عن عمرو بن عاصم : كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا .

                                                                          وقال حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة ، وكان من أئمة الدين .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن عبد الرحمن بن مهدي : حماد بن [ ص: 264 ] سلمة صحيح السماع ، حسن اللقى ، أدرك الناس ، لم يتهم بلون من الألوان ، ولم يلتبس بشيء ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ، ولم يطلقه على أحد ، ولا ذكر خلقا بسوء ، فسلم حتى مات .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : حماد بن سلمة في ثابت ، وعلي بن زيد أحب إلي من همام ، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما بين خطأ الناس ، وهو أعلم بحديث علي بن زيد من عبد الوارث .

                                                                          وقال عبد الله بن المبارك : دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة .

                                                                          وقال شهاب بن المعمر البلخي : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له .

                                                                          وقال أبو عمر الجرمي النحوي : ما رأيت فقيها قط أفصح من عبد الوارث ، وكان حماد بن سلمة أفصح منه .

                                                                          وقال حاتم بن الليث الجوهري ، عن عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير ، وقراءة القرآن ، والعمل لله من حماد بن سلمة .

                                                                          وقال أيضا عن موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن [ ص: 265 ] زيد قال : ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية في ذلك الزمان ، إلا حماد بن سلمة قال : ونحن نقول اليوم : ما نأتي أحدا يعلم بنية ، إلا حماد بن سلمة .

                                                                          وقال أيضا عن موسى : لو قلت لكم : إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم ، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث ، وإما أن يصلي ، وإما أن يقرأ ، وإما أن يسبح ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن عمرو رسته ، عن عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غدا ، ما قدر أن يزيد في العمل شيئا .

                                                                          وقال محمد بن عبيد الله ابن المنادي : عن يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي .

                                                                          وقال سوار بن عبد الله العنبري ، عن أبيه : كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه فإذا ربح في ثوب حبة ، أو حبتين شد جونته ، فلم يبع شيئا فكنت أظن أن ذاك يقوته ، فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئا .

                                                                          وقال رسته : عن حاتم بن عبيد الله : كان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد فيرجع ، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما .

                                                                          [ ص: 266 ] وقال محمد بن عبد الرحيم ، عن موسى بن إسماعيل : سمعت حماد بن سلمة يقول لرجل : إن دعاك الأمير أن تقرأ عليه "قل هو الله أحد" فلا تأته .

                                                                          وقال البخاري : سمعت آدم بن أبي إياس يقول : شهدت حماد بن سلمة ودعوه - يعني السلطان - فقال : أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء ؟ لا ، والله لا فعلت .

                                                                          وقال أيضا : سمعت بعض أصحابنا يقول : عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري ، فقال سفيان : يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي ؟ فقال حماد : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي ، وبين محاسبة أبوي ، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي ، وذاك أن الله أرحم بي من أبوي .

                                                                          وقال سليمان بن عبد الجبار ، عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع : سمعت حماد بن سلمة يقول : من طلب الحديث لغير الله مكر به .

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن قريش بن أنس : قال حماد بن سلمة : ما كان من شأني أن أحدث أبدا حتى رأيت أيوب - يعني السختياني - في منامي ، فقال لي : حدث فإن الناس يقبلون .

                                                                          وقال إسحاق بن الجراح ، عن محمد بن الحجاج : كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين ، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية ، فقال له حماد : إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث ، وإن لم أقبلها حدثتك قال : لا تقبلها وحدثني .

                                                                          [ ص: 267 ] وقال أبو حاتم بن حبان : حماد بن سلمة بن دينار الخزاز كنيته أبو سلمة ، وكنية سلمة : أبو صخرة ، مولى حميد بن كراثة ، ويقال : مولى قريش ، وقد قيل : إنه حميري ، وكان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات ، ولم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه ، وبابن أخي الزهري ، وبعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار . فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري ، وشعبة ، وذويهما كانوا يخطئون ، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه ، فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ؟ ! ولم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل ، والدين ، والنسك ، والعلم ، والكتبة، والجمع ، والصلابة في السنة ، والقمع لأهل البدع ، ولم يكن يثلبه في أيامه ، إلا معتزلي قدري ، أو مبتدع جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه ، أم في جمعه ، أم في علمه ، أم في ضبطه ؟ وقد تقدم شيء من هذه الترجمة في ترجمة حماد بن زيد .

                                                                          قال سليمان بن حرب : ومحمد بن محبوب مات سنة سبع وستين ومائة ، زاد ابن محبوب : حين بقي أيام من السنة .

                                                                          [ ص: 268 ] وقال ابن حبان : مات في ذي الحجة لإحدى عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين ومائة .

                                                                          وقال أبو عبد الله التميمي ، عن أبيه : رأيت حماد بن سلمة في المنام فقلت : ما فعل بك ربك ؟ قال : خيرا . قلت : ماذا ؟ قال : قيل لي : طالما كددت نفسك ، فاليوم أطيل راحتك ، وراحة المتعوبين في الدنيا بخ بخ ماذا أعددت لهم ؟ !

                                                                          وقال أبو أحمد الغطريفي : حدثنا عباس بن أحمد القراطيسي قال : حدثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد قال : حدثنا الحكم بن يزيد ، عن أبان بن عبد الرحمن قال : رؤي حماد بن زيد في المنام فقيل له : ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي . قيل : فما فعل حماد بن سلمة ؟ قال : هيهات ! ذاك في أعلى عليين .

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، وأبو المكارم اللبان ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد ، فذكره .

                                                                          استشهد به البخاري ، وقيل : إنه روى له حديثا واحدا عن أبي الوليد عنه عن ثابت ، وروى له في "القراءة خلف الإمام" وغيره ، وروى له الباقون .

                                                                          [ ص: 269 ] فصل :

                                                                          قد اشترك في الرواية عن الحمادين جماعة ، وانفرد بالرواية عن كل واحد منهما جماعة كما تقدم ، إلا أن عفان لا يروي عن حماد بن زيد ، إلا وينسبه في روايته عنه ، وقد يروي عن حماد بن سلمة فلا ينسبه ، وكذلك حجاج بن المنهال ، وهدبة بن خالد . وأما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك ، وكذلك عارم .

                                                                          وممن انفرد بالرواية عن حماد بن زيد أحمد بن عبدة الضبي ، وأبو الربيع الزهراني ، وقتيبة ، ومسدد ، وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن سلمة فإنه لم يرو أحد منهم عن حماد بن سلمة .

                                                                          وممن انفرد بالرواية عن حماد بن سلمة ، أو اشتهر بالرواية عنه : بهز بن أسد ، وموسى بن إسماعيل ، وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد ، فإذا جاءك عن أحد من هؤلاء عن حماد غير منسوب ، فهو ابن سلمة ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية