الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1496 - (ع) : حمران بن أبان ، ويقال : ابن أبي ، ويقال : ابن أبا بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى النمري المدني مولى عثمان بن عفان من سبي عين التمر ، كان للمسيب بن نجبة فابتاعه منه عثمان فأعتقه .

                                                                          أدرك أبا بكر وعمر .

                                                                          وروى عن : مولاه عثمان بن عفان (ع) ، ومعاوية بن أبي سفيان (خ) .

                                                                          [ ص: 302 ] روى عنه : بكير بن عبد الله بن الأشج (م) ، وأبو بشر بيان بن بشر الأحمسي (سي) ، وأبو صخرة جامع بن شداد المحاربي (م س ق) ، والحسن البصري (ت) ، وزيد بن أسلم (م) ، وأبو وائل شقيق بن سلمة (ق) - وهو من أقرانه - وعبد الله بن دارة مولى عثمان ، وعبد الملك بن عبيد ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعروة بن الزبير (م س) ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وعطاء بن يزيد الليثي (خ م د س) ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله (ق) ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، ومحمد بن المنكدر (ق) ، ومسلم بن يسار ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، ومعاذ بن عبد الرحمن التيمي (خ م س) ، ومعبد الجهني ، وموسى بن طلحة بن عبيد الله ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبو بشر الوليد بن مسلم العنبري البصري (م سي) ، وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي (خ) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (د) .

                                                                          قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : حمران بن أبان .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق ، عن صالح بن كيسان : حمران مولى عثمان من سبي عين التمر ، سباه خالد بن الوليد ، ومن تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب .

                                                                          [ ص: 303 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : محمد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد ، وكان خالد بن الوليد ، وجد بها أربعين غلاما مختنين فأنكرهم فقالوا : إنا كنا أهل مملكة ففرقهم في الناس فكان سيرين منهم ، وكاتبه أنس فعتق في الكتاب ، ومنهم حمران بن أبان ، وإنما كان ابن أبا . فقال بنوه : ابن أبان .

                                                                          وقال عمار بن الحسن الرازي ، عن علوان : كان أول سبي دخل المدينة من قبل المشرق حمران بن أبان .

                                                                          وقال محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة : حمران بن أبان مولى عثمان تحول فنزل البصرة ، وادعى ولده في النمر بن قاسط .

                                                                          وقال في موضع آخر : تحول إلى البصرة فنزلها ، وادعى ولده أنهم من النمر بن قاسط ، وكان كثير الحديث ، ولم أرهم يحتجون بحديثه .

                                                                          وقال أبو سفيان الحميري عن أيوب أبي العلاء ، عن قتادة : [ ص: 304 ] إن حمران بن أبان كان يصلي مع عثمان بن عفان ، فإذا أخطأ فتح عليه .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، عن يونس ، عن الزهري : إن عثمان بن عفان كان يأذن عليه مولاه حمران بن أبان .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه : سمعت أن كاتب عثمان حمران مولاه .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد : حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثني الليث بن سعد أن عثمان بن عفان اشتكى شكاة خاف فيها فأوصى ، واستخلف عبد الرحمن بن عوف ، وكان عبد الرحمن في الحج ، وكان الذي ولي كتابه ووصيته حمران مولى عثمان ، فأمره أن لا يخبر بذلك أحدا ، فعوفي عثمان من مرضه ، وقدم عبد الرحمن بن عوف فلقيه حمران فسأله عن حال عثمان ، فأخبره بالذي أصابه من المرض ، وأسر إليه الذي كان من استخلافه إياه ، فقال عبد الرحمن لحمران : ماذا صنعت ؟ ما لي بد من أن أخبره ، فقال حمران : إذا والله يهلكني ، فقال : والله ما يسعني ترك ذلك لئلا يأمنك على مثلها ، ولكن لا أفعل حتى أستأمنه لك ، فقال عبد الرحمن لعثمان : إن لبعض أهلك ذنبا ليس عليك إثم في العفو عنه ، ولست مخبرك حتى تؤمنه ، فقال عثمان : قد فعلت ، فأخبره بالذي أسر إليه حمران فدعا حمران ، فقال : إن شئت جلدتك مائة ، وإن شئت فاخرج عني ، فاختار الخروج فخرج إلى الكوفة .

                                                                          [ ص: 305 ] وقال السكري ، عن المنقري ، عن الأصمعي : حدثني رجل - قال السكري : هو أبو عاصم - قال : قدم شيخ أعرابي فرأى حمران ، فقال من هذا ؟ فقالوا حمران ، فقال لقد رأيت هذا ومال رداؤه عن عاتقه فابتدره مروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص أيهما يسويه .

                                                                          قال الأصمعي : قال أبو عاصم : فحدثت به رجلا من ولد عبد الله بن عامر ، فقال : حدثني أبي أن حمران بن أبان مد رجله فابتدره معاوية ، وعبد الله بن عامر أيهما يغمزه .

                                                                          قال : وكان الحجاج أغرم حمران مائة ألف ، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان ، فكتب إليه ، إن حمران أخو من مضى ، وعم من بقي ، فاردد عليه ما أخذت منه ، فدعا بحمران ، فقال : كم أغرمناك ؟ فقال : مائة ألف ، فبعث بها إليه على غلمان ، فقال : هي لك مع الغلمان عشرة ، فقسمها حمران بين أصحابه ، وأعتق الغلمان ، وإنما كان أغرمه الحجاج أنه كان ولي لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد سابور .

                                                                          وقال خليفة بن خياط في تسمية عمال عثمان قال : وحاجبه حمران .

                                                                          قال : وقال أبو اليقظان ، وأبو الحسن - يعني : المدائني - [ ص: 306 ] أقام عبد الملك بمسكن بعد قتل مصعب خمسين ليلة ، وولي الكوفة قطن بن عبد الله الحارثي ، وغلب حمران بن أبان على البصرة ، ودعا إلى بيعة عبد الملك ، ثم دخل عبد الملك إلى الكوفة فوجه خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد إلى البصرة فقدمها في آخر سنة ثنتين وسبعين .

                                                                          وقال في موضع آخر في تسمية التابعين من أهل البصرة حمران بن أبان من النمر بن قاسط ، مات بعد سنة خمس وسبعين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية