الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 355 ] 1525 - (ع) : حميد بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة الخزاعي البصري مولى طلحة الطلحات ، ويقال : السلمي ، ويقال : الدارمي ، واسم أبي حميد تير ، ويقال : تيرويه ، ويقال : زاذويه ، ويقال : داور ، ويقال : طرخان ، ويقال : مهران ، ويقال : عبد الرحمن ، ويقال : مخلد ، ويقال : غير ذلك ، وهو خال حماد بن سلمة .

                                                                          روى عن : إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل (د) ، وأنس بن مالك (ع) ، وبكر بن عبد الله المزني (ع) ، وثابت البناني (خ م د ت س) ، والحسن البصري (م د) ، ورجاء بن حيوة ، وطلق بن حبيب ، وعبد الله بن شقيق العقيلي (م ق) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة (م) ، وعكرمة مولى ابن عباس (س) ، وعلي بن داود أبي المتوكل الناجي (س) ، وعلي الأزدي ، وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، والقاسم بن ربيعة (س) ، ومحمد بن عبيد الأنصاري (مد) ، وموسى بن أنس بن مالك (خت م د) ، ونافع مولى ابن عمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري - وهو من أقرانه - ويوسف بن ماهك المكي (د) .

                                                                          [ ص: 356 ] روى عنه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري (خ س) ، وإسماعيل بن جعفر (خ م ت س) ، وإسماعيل بن علية (خ م د ت س) ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، وبشر بن المفضل (خ س) ، وجرير بن حازم (تم س) ، والحارث بن عمير (خت) ، وحفص بن غياث ، وحماد بن زيد (خ ت) ، وابن أخته حماد بن سلمة (خت م 4) ، وحماد بن مسعدة (س) ، وخالد بن الحارث (ع) ، وخالد بن عبد الله الواسطي (د ت) ، ودرست بن زياد القزاز ، والربيع بن صبيح ، وزائدة بن قدامة (د س) ، وزهير بن معاوية (خ م د ت س) ، وزياد بن سعد الخراساني (س) ، وزياد بن عبد الله البكائي (خ) ، وزياد بن عبيد الله الزيادي (تم) ، وسفيان بن حسين الواسطي ، وسفيان بن سعيد الثوري (خ ت) ، وسفيان بن عيينة (خ) ، وسليمان بن بلال (خ س) ، [ ص: 357 ] وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر (خ م س ق) ، وسليمان بن كثير العبدي (د) ، وسهل بن يوسف (4) ، وسويد بن عبد العزيز (ت) ، وسلام الطويل (ق) ، وشعبة بن الحجاج (خ م س) ، وعاصم بن بهدلة (س) ، وعائذ بن حبيب (س ق) ، وعباد بن العوام (تم) ، وعبد الله بن بكر بن حبيب السهمي (خ ت) ، وعبد الله بن عمر العمري (س) ، وعبد الله بن المبارك (خ د ت س) ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى (خ د) ، وعبد ربه بن نافع أبو شهاب الحناط ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي (ق) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (س) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (م) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ق) ، .وعبد الوهاب الثقفي (خ ت ق) ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعبيدة بن حميد (ق) ، وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي (ق) ، وعمران القطان (ت) ، وفضيل بن عياض ، وقدامة بن شهاب المازني ، وقريش بن أنس ، ومالك بن أنس (خ م د ت س) ، ومبارك بن فضالة (ق) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (ت ق) ، .ومحمد بن جعفر بن أبي كثير (خ) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف (خ ت) ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (خ ت س) ، ومحمد بن أبي عدي (م ت س ق) ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع (س) ، ومحمد بن قيس الأسدي (سي) ، ومروان بن معاوية الفزاري (خ م د ت) ، ومعاذ بن معاذ (م) ، ومعتمر بن سليمان (خ 4) ، والنضر بن شميل ، وهشيم بن بشير (خ م د ت س) ، ووهيب بن خالد (خ) ، ويحيى بن أيوب المصري (خت د) ، ويحيى بن سعيد [ ص: 358 ] الأنصاري (خ س) ، ويحيى بن سعيد القطان (خ م د س) ، ويزيد بن زريع (خ م س) ، ويزيد بن هارون (خ ت س) ، وأبو بكر بن عياش (خ ت) ، وأبو جعفر الرازي (ل) .

                                                                          ذكره الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة من أهل البصرة ، وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة منهم ، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة السادسة منهم ، وقال في " التاريخ " سنة أربع وأربعين فيها افتتح ابن عامر كابل ، ومن سبي كابل مهران أبو حميد الطويل .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن أبي موسى : يقال : حميد بن تيرويه ، وهم يغضبون منه .

                                                                          وقال حاشد بن إسماعيل البخاري : سألت إبراهيم بن حميد الطويل قلت : ما اسم جدك . قال : لا أدري .

                                                                          وقال البخاري : قال الأصمعي : رأيت حميدا ولم يكن بطويل ، ولكن كان طويل اليدين .

                                                                          وقال أبو داود السنجي عن الأصمعي : رأيت حميدا الطويل ، ولم يكن بالطويل كان قصيرا . [ ص: 359 ] وقال غيره : عن الأصمعي لم يكن حميد الطويل بذاك الطويل ، ولكن كان في جيرانه رجل يقال له حميد : القصير ، فقيل : حميد الطويل ليعرف من الآخر .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : يونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد ؟ فقال : كلاهما ، قلت : فحميد أحب إليك فيه ، أو حبيب بن الشهيد ؟ فقال : كلاهما . قال الدارمي : يونس أكبر من حميد بكثير .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : بصري تابعي ثقة ، وهو خال حماد بن سلمة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : ثقة لا بأس به . قال : وسمعته يقول : أكبر أصحاب الحسن قتادة ، وحميد .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : ثقة صدوق .

                                                                          وقال في موضع آخر : في حديثه شيء ، يقال : إن عامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت .

                                                                          وقال يحيى بن أبي بكير ، عن حماد بن سلمة : أخذ حميد [ ص: 360 ] كتب الحسن فنسخها ، ثم ردها عليه .

                                                                          وقال الأصمعي ، عن حماد بن سلمة : لم يدع حميد لثابت علما إلا وعاه وسمعه منه .

                                                                          وقال مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة : عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت .

                                                                          وقال عيسى بن عامر بن أبي الطيب ، عن أبي داود ، عن شعبة : كل شيء سمع حميد ، عن أنس خمسة أحاديث .

                                                                          وقال أبو عبيدة الحداد ، عن شعبة : لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثا ، والباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن أبي داود : سمعت شعبة يقول : سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد وهو يحدثني : انظر ما يحدث به شعبة ، فإنه يرويه عنك ثم يقول هو : إن حميدا رجل نسي ، فانظر ما يحدثك به .

                                                                          وقال عفان ، عن حماد بن سلمة : جاء شعبة إلى حميد فسأله عن حديث لأنس ، فحدثه به ، فقال له شعبة : سمعته من أنس ، قال : فيما أحسب ، فقال شعبة بيده هكذا ، وأشار بأصابعه : لا أريده ، ثم ولى ، فلما ذهب قال حميد : سمعته من [ ص: 361 ] أنس كذا وكذا مرة ، ولكني أحببت أن أفسده عليه ، وفي رواية أخرى ، ولكنه شدد علي فأحببت أن أشدد عليه .

                                                                          وقال يحيى بن أيوب ، عن معاذ بن معاذ : كنا عند حميد الطويل فأتاه شعبة ، فقال : يا أبا عبيدة حديث كذا وكذا ، تشك فيه ؟ فقال : إنه ليعرض لي أحيانا ، فانصرف شعبة ، فقال حميد : ما أشك في شيء منها ، ولكنه غلام صلف أحببت أن أفسدها عليه .

                                                                          وقال عمرو بن خالد الحراني عن زهير بن معاوية : قدمت البصرة فأتيت حميدا الطويل ، وعنده أبو بكر بن عياش فقلت له : حدثني ، فقال : سل ، فقلت : ما معي شيء أسأل عنه ، قلت : حدثني فحدثني بثلاثين حديثا ، قلت : حدثني فحدثني بتسعة وأربعين حديثا ، فقلت له : ما أراك إلا قد قاربت ، قال : فجعل يقول : "سمعت أنسا" والأحيان يقول : "قال أنس" ، فلما فرغ قلت له : أرأيت ما حدثتني به عن أنس ، أنت سمعته منه ؟ فقال أبو بكر بن عياش : هيهات فاتك ما فاتك ! يقول : كان ينبغي لك أن تقفه عند كل حديث وتسأله ، فكأن حميدا وجد في نفسه ، فقال : ما حدثتك بشيء عن أحد ، فعنه أحدثك فلم يشف قلبي ، أو فلم يشفني .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد : كان حميد الطويل إذا ذهبت تقفه على بعض حديث أنس يشك فيه .

                                                                          وقال عفان بن مسلم ، عن يحيى بن سعيد : كنت أسأل [ ص: 362 ] حميدا عن الشيء من فتيا الحسن ، فيقول : نسيته .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان : كان عندنا شويب بصري يقال له : درست ، فقال لي : إن حميدا قد اختلط عليه ما سمع من أنس ، ومن ثابت ، وقتادة عن أنس ، إلا شيئا يسيرا ، فكنت أقول له : أخبرني بما ثبت عن غير أنس ، فأسأل حميدا عنها ، فيقول : سمعت أنسا .

                                                                          وقال يوسف بن موسى ، عن يحيى بن يعلى المحاربي : طرح زائدة حديث حميد الطويل .

                                                                          وقال عمر بن حفص الأشقر ، عن مكي بن إبراهيم : مررت بحميد الطويل وعليه ثياب سود ، فقال لي أخي : ألا تسمع من حميد ؟ فقلت : أسمع من الشرطي ؟!

                                                                          وقال أبو أحمد ابن عدي : له أحاديث كثيرة مستقيمة ، فأغنى لكثرة حديثه أن أذكر له شيئا من حديثه ، وقد حدث عنه الأئمة ، وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس ، إلا مقدار ما ذكر ، وسمع الباقي من ثابت عنه ، فإن تلك الأحاديث يميزها من كان يتهمه أنها عن ثابت عنه ، لأنه قد روى عن أنس وقد روى عن ثابت عن أنس أحاديث ، فأكثر ما في بابه أن الذي رواه عن أنس البعض مما يدلسه عن أنس ، وقد سمعه من ثابت ، وقد دلس جماعة من الرواة عن مشايخ قد رأوهم .

                                                                          [ ص: 363 ] وقال محمد بن سعد : أخبرنا أبو عبد الله التميمي قال : أخبرني أبو خالد الرازي ، عن حماد بن سلمة قال : أخذ إياس بن معاوية بيدي وأنا غلام ، فقال : لا تموت أو تقص ، أما إني قد قلت هذا لخالك ، يعني : حميدا الطويل ، قال : فما مات حتى قص ، قال أبو خالد : فقلت لحماد بن سلمة : فقصصت أنت ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال عفان ، عن معاذ بن معاذ قال حميد للبتي : إذا أتاك الناس فاحملهم على أمر واحد ، لا ولكن خذ من هذا ومن هذا ، فأصلح بينهم ، قال : فقال البتي : لا أطيق سحرك ، قال : وكان حميد مصلح أهل البصرة .

                                                                          وقال قريش بن أنس ، عن حبيب بن الشهيد : كنت جالسا على باب خالد بن برزين إذ أتاه رجل من أهل الشام ، فقال له إياس : إن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل ، تدري ما يقول لك ؟ يقول لك : اترك شيئا ولصاحبك مثل ذلك .

                                                                          قال عبد الرحمن بن عمر رسته ، عن يحيى بن سعيد : مات حميد الطويل وهو قائم يصلي ، ومات عباد بن منصور وهو على بطن امرأته !

                                                                          وقال محمد بن سعد عن يحيى بن أيوب : سمعت معاذ بن معاذ يقول : كان حميد الطويل قائما يصلي فمات فذكروه لابن [ ص: 364 ] عون ، وجعلوا يذكرون من فضله ، فقال ابن عون : احتاج حميد إلى ما قدم .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي : مات في أول خلافة أبي جعفر .

                                                                          وقال أبو يحيى بن أبي مسرة ، عن يعقوب بن إسحاق ابن بنت حميد الطويل : مات حميد الطويل في جمادى الأولى سنة أربعين ومائة .

                                                                          وقال قريش بن أنس ، ومحمد بن سعد : مات سنة اثنتين وأربعين ومائة .

                                                                          وكذلك قال الهيثم بن عدي فيما حكى عنه أبو سليمان بن زبر .

                                                                          وقال أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد : مات سنة اثنتين وأربعين ومائة ، أو سنة ثلاث في آخرها قبل التيمي بقليل .

                                                                          وقال أبو أحمد محمد بن يوسف البيكندي ، عن إبراهيم بن حميد الطويل : مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة ، ولم أسمع منه شيئا وأنا ابن عشر أو نحوها .

                                                                          وقال أحمد بن منصور الرمادي ، عن إبراهيم بن حميد : [ ص: 365 ] مات أبي سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وقد أتت عليه خمس وسبعون سنة.

                                                                          وقال خليفة بن خياط وعمرو بن علي : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة ، زاد عمرو بن علي : وهو ابن خمس وسبعين سنة ، ولد سنة ثمان وستين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية