الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1449 - (س ق) : الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الثقفي العقيلي أبو محمد الكوفي من آل أبي عقيل الثقفي ، ويقال : الحكم بن هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي عقيل سكن دمشق ، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة .

                                                                          روى عن : حماد بن أبي سليمان ، وسفيان الثوري [ ص: 156 ] وشيبة بن المساور ، وعباد بن منصور ، وعبد الملك بن عمير ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني ، وقتادة بن دعامة (س) ، ومنصور بن المعتمر ، وأبيه هشام بن عبد الرحمن الثقفي ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن سعيد بن أبان الأموي (ق) - وهو من أقرانه - ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويونس بن عبيد .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن إبراهيم الفراديسي ، وإسحاق بن منصور السلولي ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن عبد الملك الجمحي ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، وعبد الرحمن بن علقمة المروزي ، وكثير بن هشام ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد بن عائذ الدمشقي ، ومعاوية بن حفص الشعبي (س) ، وهشام بن عمار (ق) ، والهيثم بن خارجة ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن اليمان ، ويعقوب بن عبد الله القمي ، ويوسف بن أبي أمية الثقفي .

                                                                          قال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال العجلي وأبو داود .

                                                                          وقال أبو زرعة : لا بأس به .

                                                                          [ ص: 157 ] وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به .

                                                                          وقال أحمد بن منصور الرمادي : حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الحكم بن هشام العقيلي ، وكان من الثقات فذكر عنه حديثا .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" .

                                                                          وقال الهيثم بن خارجة : كان يقول : من مثل الحجاج تزوج أربعين امرأة من قريش !

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي، عن أبيه : كان فقيرا ، وكان يدعى إلى الطعام وهو جائع فيلبس مطرف خز له قديما ، ثم يدخل العرس فيبارك ، ولا يأكل عزة نفس . قال : وكان عسرا في الحديث ، فلما جاءه ابن المبارك انبسط إليه وحدثه ، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة .

                                                                          وقال سليمان بن أبي شيخ، عن عبد الله بن صالح العجلي أقبل الحكم بن هشام الثقفي يريد مندلا ، فلما دنا منه قال أصحاب مندل : نكلمه ، قال : ادعوه ، فلما جلس قالوا له : يا أبا محمد ، ما تقول في عثمان ؟ قال : كان والله خيار الخيرة أمير [ ص: 158 ] البررة ، قتيل الفجرة ، منصور النصرة ، مخذول الخذلة ، أما خاذله فقد خذله الله ، وأما قاتله فقد قتله الله ، وأما ناصره فقد نصره الله ، ما تقولون أنتم ؟ قالوا : فعلي خير أم معاوية ؟ فقال : بل علي خير من معاوية ، قالوا : فأيهما كان أحق بالخلافة ؟ قال : من جعله الله خليفة فهو أحق .

                                                                          وقال محمد بن عبد الحميد الطائي، عن هشام ابن الكلبي : قال الحكم بن هشام لابن له وكان يتعاطى الشراب : أي بني إياك والنبيذ ، فإنه قيء في شدقك ، وسلح على عقبك ، وحد في ظهرك ، وتكون ضحكة للصبيان ، وأميرا للذبان .

                                                                          وقال رجاء بن سهل الصاغاني، عن أبي مسهر : كنا عند الحكم بن هشام العقيلي ، وعنده جماعة من أصحاب الحديث فقال : إنه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلبابا ، فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة ، وليحترف حذارا من الفاقة .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى، عن الأصمعي، عن الحكم بن هشام الثقفي : كان يقال : خمسة أشياء تقبح في الرجل : الفتوة في الشيوخ ، والحرص في القراء ، وقلة الحياء في ذوي الأحساب ، والبخل في ذوي الأموال ، والحدة في السلطان.

                                                                          روى له النسائي حديثا ، وابن ماجه آخر ، وكلاهما قد وقع لنا عاليا ، أما حديث النسائي فسيأتي في ترجمة معاوية بن حفص إن شاء الله .

                                                                          [ ص: 159 ] وأما حديث ابن ماجه فأخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل ابن العسقلاني قالا : أنبأنا أبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي ، وأبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني قال ابن الدرجي : وأنبأنا أيضا أبوا عبد الله : محمد بن معمر بن الفاخر القرشي ، ومحمود بن أحمد بن عبد الرحمن الثقفي .

                                                                          وقال ابن العسقلاني : وأنبأنا أيضا أم حبيبة عائشة بنت معمر بن الفاخر قالوا : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ابن المقرئ قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني قال : حدثنا هشام بن عمارة قال : حدثنا الحكم بن هشام الثقفي قال : حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاد ، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا ، وقلة منطق ، فاقتربوا منه ، فإنه يلقي الحكمة " .

                                                                          رواه عن هشام بن عمار فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          [ ص: 160 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية