الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          1526 - (بخ م د ت عس ق) : حميد بن زياد ، وهو ابن أبي المخارق المدني أبو صخر الخراط صاحب العباء سكن مصر ، ويقال : حميد بن صخر .

                                                                          وقال ابن حبان : حميد بن زياد مولى بنى هاشم ، وهو الذي يروي عنه حاتم بن إسماعيل ، ويقول : حميد بن صخر إنما هو حميد بن زياد أبو صخر .

                                                                          وقال أبو مسعود الدمشقي : حميد بن صخر أبو مودود الخراط ، ويقال : إنهما اثنان رأى سهل بن سعد الساعدي .

                                                                          وروى عن : ذكوان أبي صالح السمان ، وزيد بن أسلم ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (ق) ، وأبي حازم سلمة بن دينار المدني (م) ، وشريك بن عبد الله بن نمر (م د ق) ، وصفوان بن [ ص: 367 ] سليم (د) ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، وأبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ، وعمار الدهني ، وعمر بن إسحاق مولى زائدة (م) ، وعياش بن عباس القتباني المصري ، وكريب مولى ابن عباس (بخ ق) ، وكيسان أبي سعيد المقبري ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومكحول الشامي ، ونافع مولى ابن عمر (د ت ق) ، ويحيى بن النضر الأنصاري (صد) ، ويزيد بن أبان الرقاشي البصري ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط (بخ م د) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن (م) ، وأبي معاوية البجلي (عس) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعد ، وإبراهيم بن سويد بن حيان المدني ، وبكر بن سليم الصواف (بخ ق) ، وحاتم بن إسماعيل (م ق) ، والحسن بن علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد ، وحيوة بن شريح المصري (م د ت ق) ، ورشدين بن سعد ، وسعد بن الصلت قاضي شيراز ، وسعيد بن أبي أيوب (دعس) ، وصفوان بن عيسى ، وضمام بن إسماعيل ، وعبد الله بن سويد بن حيان المصري ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن وهب (بخ م د) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، والمفضل بن فضالة ، ويحيى بن سعيد القطان (م) ، وأبو صدقة الجدي .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سئل أبي عن أبي [ ص: 368 ] صخر ، فقال : ليس به بأس .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين ، عن حميد الخراط ، فقال : ثقة ليس به بأس .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : أبو صخر حميد بن زياد ضعيف .

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : أبو صخر حميد بن زياد الخراط ضعيف الحديث .

                                                                          وقال النسائي : حميد بن صخر ضعيف .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : حميد بن زياد أبو صخر الخراط مديني ، وروى له ثلاثة أحاديث أحدها حديثه عن أبي حازم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن مألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " . رواه عن أبي بكر بن أبي داود ، عن أبي الربيع ، عن ابن وهب ، عن أبي صخر فذكره ، قال أبو صخر وحدثني صفوان بن سليم وزيد بن أسلم [ ص: 369 ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .

                                                                          قال ابن عدي : ورواه عن أبي حازم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة خالد بن الوضاح ، حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن الزبير بن بكار عنه ، ورواه مصعب بن ثابت ، وعمر بن صهبان ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، وروي عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل .

                                                                          والثاني : عن الحسن بن محمد المديني ، عن يحيى بن بكير ، عن ابن لهيعة ، عن أبي صخر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سيكون في أمتي مسخ وقذف " يعني : الزنادقة ، والقدرية .

                                                                          والثالث : عن الحسن بن الفرج ، عن عمرو بن خالد الحراني ، عن ابن لهيعة ، عن أبي صخر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول : لمن الملك اليوم ، فيقول : لله الواحد القهار ، فيرمي بالسماوات والأرض ... الحديث .

                                                                          ثم قال : وأبو صخر هذا حميد بن زياد له أحاديث صالحة .

                                                                          روى عنه : ابن لهيعة نسخة حدثناه الحسن بن محمد المديني ، عن يحيى بن بكير عنه ، وروى عنه ابن وهب نسخة [ ص: 370 ] أطول من نسخة ابن لهيعة حدثنا إبراهيم بن عمرو بن ثور الزوفي ، عن أحمد بن صالح عنه ، وروى عنه حيوة أحاديث ، وهو عندي صالح الحديث ، وإنما أنكر عليه هذان الحديثان "المؤمن مألف" ، "وفي القدرية" ، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيما .

                                                                          ثم قال في موضع آخر : حميد بن صخر : سمعت ابن حماد يقول : حميد بن صخر يروي عنه حاتم بن إسماعيل ضعيف ، قاله أحمد بن شعيب النسائي ، وروى له ثلاثة أحاديث أيضا .

                                                                          أحدها عن المقبري ، عن أبي هريرة : " بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة ..." الحديث .

                                                                          والثاني : عن المقبري (ق) ، عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من جاء مسجدي هذا لم يأت ، إلا لخير يتعلمه ، أو يعلمه ، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره " .

                                                                          والثالث : عن يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : قال رسول [ ص: 371 ] الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى صلاة الغداة فأصيب دمه ، فقد استباح حمى الله ، وأخفرت ذمته ، وأنا طالب بذمته " .

                                                                          رواها عن القاسم بن مهدي ، عن أبي مصعب ، عن حاتم عنه ، ثم قال : ولحاتم بن إسماعيل ، عن حميد بن صخر أحاديث غير ما ذكرته ، وفي بعض هذه الأحاديث عن المقبري ويزيد الرقاشي ما لا يتابع عليه .

                                                                          روى له الجماعة أما البخاري ففي "الأدب" ، وأما النسائي ففي "مسند علي" .

                                                                          ومن غرائب حديثه ما أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني قال : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال : حدثنا أحمد بن داود المكي قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثني بكر بن سليم الصواف قال : حدثني حميد بن زياد أبو صخر ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن : "أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " .

                                                                          قال الطبراني : لم يروه عن كريب إلا حميد بن زياد .

                                                                          [ ص: 372 ] رواه البخاري في "الأدب" ، عن إبراهيم بن المنذر ، وليس له عنده سوى هذا الحديث وحديث آخر .

                                                                          ورواه ابن ماجه ، عن إبراهيم أيضا فوافقناهما فيه بعلو .

                                                                          وممن يسمى حميد بن زياد :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية