[ ص: 123 ] ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر .
799 - حجاج بن أرطأة ، أبو أرطأة النخعي الكوفي .
سمع عطاء بن أبي رباح وغيره .
وروى عنه: سفيان الثوري ، وهشيم ، وابن المبارك ، ويزيد بن هارون .
وكان من حفاظ الحديث ومن الفقهاء . استفتي وهو ابن ست عشرة سنة . وولي القضاء بالبصرة ، إلا أنه كان مدلسا ، يروي عن من لم يلقه ، فيرسل تارة عن مجاهد ، وتارة عن الزهري ولم يلقهما ، وكان مع المنصور في بناء مدينته ، وتولى خطها ، ونصب قبلة مسجدها ، وكان في هذا الرجل تيه كثير ، وكبر خارج عن الحد .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني حمد بن محمد بن طاهر الدقاق قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد قال: سمعت أبا قلابة يقول: سمعت أبا عاصم يقول: أول من ولي القضاء لبني العباس بالبصرة الحجاج بن أرطأة ، فجاء إلى حلقة البتي ، فجلس في عرض الحلقة ، وقيل له: ارتفع إلى الصدر . فقال أنا صدر حيث كنت . قال: وقال: أنا رجل حبب إلي الشرف .
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني محمد بن جعفر بن علان قال: أخبرنا مخلد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثت عن قيس بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف يقول: كان الحجاج بن أرطأة لا يشهد جمعة ولا جماعة ، ويقول: أكره مزاحمة الأنذال .
أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الأزهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: كان الحجاج بن أرطأة في أصحاب أبي جعفر ، فضمه [ ص: 124 ] إلى المهدي ، فلم يزل معه حتى توفي بالري والمهدي بها يومئذ في خلافة أبي جعفر .
وكان ضعيفا في الحديث .
800 - عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ، مولى أمية بن خالد . وكان يكنى أبا الوليد ، وأبا خالد .
سمع من طاووس مسألة واحدة ، ومن مجاهد حرفين في القراءات . وسمع الكثير من عطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن دينار ، وابن المنكدر وغيرهم .
روى عنه: الأوزاعي ، والثوري ، وابن المبارك ، وغيرهم .
وكان ثقة ، يقال إنه أول من صنف الكتب ، وكان عطاء يقول: ابن جريج سيد شباب أهل الحجاز ، وقيل له: من نسأل بعدك؟ فقال: هذا الفتى إن عاش - يعني ابن جريج .
وقال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى [الله] ، وما رأيت أحدا أحسن صلاة منه .
وقال مالك: كان ابن جريج صاحب ليل .
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن محمد المعدل قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء ، وأخذها عطاء من أبي الزبير ، وأخذها أبو الزبير من أبي بكر ، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عبد الرزاق: وكان ابن جريج حسن الصلاة .
توفي في هذه السنة ، هكذا قال يحيى بن سعيد ، ومكي بن إبراهيم ، وخليفة بن خياط . [ ص: 125 ]
وقال علي بن المديني: سنة إحدى وخمسين .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي سنة تسع وأربعين .
801 - عبد الملك بن سعيد بن أبجر المتطبب .
أسند عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، وذر ، والشعبي ، وغيرهم . وكان شديد الورع ، خصوصا في نطقه ، وكان من البكاءين .
أخبرنا محمد بن أبي القاسم قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصفهاني قال: حدثنا محمد بن إبراهيم في كتابه قال: حدثنا عبد الرحمن بن الحسن قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن قال: حدثنا حسن الجعفي ، عن عبد الملك بن أبجر قال: ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره - أو يبليه لينظر كيف صبره .
802 - عبد العزيز بن سليمان ، أبو محمد الراسبي .
أخبرنا محمد بن ناصر قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: أخبرنا هلال بن محمد قال: حدثنا جعفر الخالدي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن سلمان قال: سمعت دهثما - وكان من العابدين - يقول: اليوم الذي كنت لا آتي فيه عبد العزيز أكون مغبونا ، وأبطأت عليه ذات يوم ثم أتيته فقال: ما الذي بطأ بك . قلت: خير . قال: على حال . قلت: شغلنا العيال ، كنت ألتمس لهم شيئا . [قال:] فوجدته لهم؟ قلت: لا . قال: هلم فلندع . قال: فدعا فأمنت ودعوت فأمن ، ثم نهضنا لنقوم ، فإذا والله الدنانير والدراهم تتناثر في حجورنا . فقال: دونكها . ومضى ولم يلتفت إلي . قال: فأخذتها ، فإذا [هي] مائة دينار ومائة درهم . قال محمد: فقلت له: ما صنعت بها؟ قال: احتبست [ ص: 126 ] قوت عيالي جمعة حتى لا يشغلني عن عبادته وشكره وخدمته فكر في شيء من عرض الدنيا . ثم أمضيتها والله في سبيل الله .
أخبرنا عبد الله بن علي ومحمد بن ناصر قالا: أخبرنا طراد بن محمد قال: أخبرنا علي بن بشران قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن عبيد قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثني محمد بن عبد العزيز بن سليمان قال: حدثني واقد الصفار قال: دعا عبد العزيز بن سليمان يوما لمقعد كان في مجلسه وأمن إخوانه . قال: فوالله ما انصرف المقعد إلى أهله إلا ماشيا على رجليه .
أخبرنا عبد الوهاب وعلي بن عمر قالا: أخبرنا رزق الله قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: حدثنا الحسن بن صفوان قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني محمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أبي الحواري قال: حدثنا عبد العزيز بن عمير قال: قيل لعبد العزيز الراسبي - وكانت رابعة تسميه: سيد العابدين - ما بقي مما تلذ به؟
قال: سرداب أخلو فيه .
803 - مقاتل بن سليمان بن بشر ، أبو الحسن البلخي .
قدم بغداد فحدث بها عن عطية العوفي ، وسعيد المقبري والضحاك ، وعمرو بن شعيب ، وغيرهم .
وجمع تفاسير الناس ، فجعلها لنفسه ، وكان يروي عن الضحاك ، وقد مات الضحاك قبل مولد مقاتل بأربع سنين .
قال ابن عيينة: قلت له: لم تحدث عن الضحاك وقد زعموا أنك لم تسمع منه؟
قال: كان يغلق علي وعليه الباب . قال ابن عيينة: قلت في نفسي: باب المدينة
وكان أحمد بن سيار يقول: مقاتل متهم متروك الحديث ، كان يتكلم في الصفات بما لا يحل .
وقال وكيع: كان مقاتل كذابا ، فلم نسمع منه . [ ص: 127 ]
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: مقاتل من المعروفين بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال البخاري: مقاتل لا شيء البتة .
وقال أبو حفص عمر بن علي: مقاتل كذاب متروك الحديث . وكذلك قال الساجي .
توفي مقاتل في هذه السنة .


