ثم دخلت سنة أربعين ومائتين 
فمن الحوادث فيها   : 
أنه أخذ أهل الذمة بتعليم أولادهم السريانية والعبرانية ، ومنعوا من العربية ، ونادى المنادي بذلك ، فأسلم منهم خلق كثير . 
[سمع أهل خلاط  صيحة من السماء ] 
وفي هذه السنة : سمع أهل خلاط  صيحة من السماء ، فمات خلق كثير ، وكانت ثلاثة أيام ، وخسف بثلاث عشرة قرية من قرى إفريقية   . 
وخرجت ريح من بلاد الترك ، فمرت بمرو  فقتلت بشرا كثيرا بالزكام ، ثم صارت إلى نيسابور  ، وإلى الري  ، ثم إلى همذان  وحلوان  ، ثم صارت إلى العراق  فأصاب أهل سامراء  ومدينة السلام  حمى وسعال وزكام وأشار المتطببون بالحجامة . 
وقال محمد بن حبيب الهاشمي   : كتب تجار المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان  خسف بها ، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلا سود الوجوه ، فأتوا القيروان  فأخرجهم أهلها ، وقالوا : أنتم مسخوط عليكم . فبنى لهم العامل حظيرة خارج [باب ] المدينة فنزلوها . 
 [وقوع الجراد على بريد من البصرة   ]  
وفي ذي القعدة : وقع الجراد على بريد من البصرة  ، فخرج الناس في طلبه فأصابهم من الليل ظلمة ومطر وريح ، فمات منهم ألف وثلاثمائة إنسان ، ما بين رجل وامرأة وصبي .  [ ص: 271 ] 
وفي هذا الشهر : وقع ببغداد  برد أعظم من الجوز ، مثل بيض الحمام ، مع مطر شديد ، وسقط يومئذ بسامراء  برد مثل بيض الدجاج . 
وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن محمد بن داود  ، وحج جعفر بن دينار  وهو والي الموسم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					