الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر ]

وفي [يوم ] عيد الفطر من هذه السنة : أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي ، ودفعه إلى أوليائه ، فحمله ابن أخيه موسى إلى بغداد ، فغسل ودفن ، وضم رأسه إلى جسده فاجتمع العوام يتمسحون بجنازته وبخشبة رأسه ، فكتب صاحب البريد بذلك ، فنهى المتوكل عن اجتماع العامة .

[كتاب المتوكل بتخلية كل من كان حبسه الواثق في خلق القرآن ]

وفي هذه السنة : قرئ كتاب [المتوكل ] بتخلية كل من كان حبسه الواثق في خلق القرآن في الأمصار والكور . [ ص: 252 ]

[طلوع شيء مستطيل من ناحية المغرب ]

وفيها : طلع شيء مستطيل من ناحية المغرب دقيق الطرفين ، عريض الوسط ، من بعد وقت المغرب إلى وقت العشاء ، ليس بكوكب الذنب ، ولا بضوء كوكب أبيض ، أفلم يزل يطلع في ذلك الوقت خمس ليال .

[ظهور نار في بعض كور عسقلان ]

وفيها : ظهرت نار في بعض كور عسقلان تحرق المنازل والمساجد والبيادر ، فهرب الناس ، فلم تزل تحرق حتى مضى ثلث الليل ثم كفت .

وفيها : سقط بالبصرة برد كبار ، فكسر ثمانية آلاف نخلة .

[اكتمال بناء جامع سامراء ]

وفيها : كمل بناء جامع سامراء ، [كان ] وقد ابتدئ في بنائه في سنة أربع وثلاثين ، وفرغ منه وصلى فيه المتوكل في رمضان سنة سبع وثلاثين وبلغت النفقة عليه ثلاثمائة ألف وثمانية آلاف ومائتين واثني عشر دينارا وربع وسدس دينار ، واستعمل فيه آجر النجف وأنقاضه من السقوف والأبواب وغيرها ، ونقوض حملت من بغداد ، وإنما هذه النفقة على البنائين والنجارين والصناع ، وما شاكل ذلك ، وحملت القصعة والحجارة التي في الفوارة من باب الحرة في الهاروني على عجل ، ومر بها الفيلة [الثلاثة ] التي كانت للمتوكل ، وأنفق مع ذلك في حمولتها إلى أن دخلت المسجد ألف وخمسمائة دينار ، ولولا الفيلة لأنفق عليها ضعف ذلك ، واستعمل الطوابيق الزجاج التي في المقصورة ، وهي ألفان وأربعمائة طابق بألفين وأربعمائة دينار ، وأنفق [المتوكل ] على الأطواق الستة التي جعلت زيجات لها ألفين وأربعمائة دينار .

وأنفق المتوكل على القصر المعروف بالعروس ثلاثين ألف درهم . [ ص: 253 ]

وأنفق على مواضع سوى [النفقة على ] المدينة المعروفة بالمتوكلية مائة ألف ألف واثنين وثمانين ألف ألف درهم .

وحج بالناس في هذه السنة عيسى بن جعفر بن المنصور ، وهو والي مكة يومئذ .

التالي السابق


الخدمات العلمية