الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين

فمن الحوادث فيها :

[وقوع اضطراب بفارس والروم وخراسان ]


أنه وقع اضطراب بفارس ، والروم ، وخراسان ، والشام ، وخرج الروم بعد خروج علي بن يحيى الأرمني من الصائفة حتى قاربوا آمد ، ثم خرجوا من الثغور الجزرية ، فانتهبوا عدة قرى ، ثم رجعوا إلى بلادهم .

وفي ربيع الأول : احترق بالكرخ مائتا حانوت ونيف ، واحترق بالكرخ رجال ونساء وصبيان .

قال ابن حبيب الهاشمي : وفي شعبان زلزلت الدامغان ، فسقط نصفها على أهلها وعلى الوالي فقتله ، ويقال إن الهالكين كانوا خمسة وأربعين ألفا .

وكانت بقومس ورساتيقها في هذا الشهر زلازل ، فهدمت منها الدور ، وسقطت بدس كلها على أهلها وسقطت بلدان كثيرة على أهلها ، وسقط نحو من ثلثي بسطام وزلزلت الري ، وجرجان ، وطبرستان ، ونيسابور ، وأصبهان ، وقم ، وقاشان ، وذلك كله [ ص: 295 ] في وقت واحد ، وسقطت جبال ودنا بعضها من بعض ، ونبع الماء مكان الجبال ، ورجفت أستراباذ رجفة أصيب الناس كلهم وسمع بين السماء والأرض أصوات عالية ، وانشقت الأرض بقدر ما يدخل الرجل فيه .

قال : ورجمت قرية يقال لها : السويداء ناحية مصر بخمسة أحجار ، فوقع منها حجر على خيمة أعرابي ، فاحترقت ووزن منها حجر ، فكان خمسة أرطال ، فحمل منها أربعة إلى الفسطاط وواحد إلى تنيس .

قال : وذكر أن جبلا باليمن عليه مزارع لأهله سار حتى أتى مزارع قوم فصار فيها ، فكتب بذلك إلى المتوكل .

[سقوط صاعقة بالبردان ]

وسقطت صاعقة بالبردان ، فأحرقت رجلين ، وأصابت ظهر الرجل الثالث ، فاسود منها ، [وسقطت في الماء ] .

قال ابن حبيب : وذكر علي بن أبي الوضاح أن طائرا دون الرخمة وفوق الغراب أبيض وقع على دابة بحلب لسبع بقين من رمضان ، فصاح : [يا معشر الناس ، ] اتقوا [ ص: 296 ] الله الله الله حتى صاح أربعين مرة ، ثم طار وجاء من الغد ، فصاح أربعين صوتا ، وكتب بذلك صاحب البريد وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه .

ومات رجل في [بعض ] كور الأهواز في شوال ، فسقط طائر أبيض على جنازته ، فصاح بالفارسية وبالخوزية : إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده .

ولليلتين خلتا من شوال قتل المتوكل رجلا عطارا كان نصرانيا وأسلم ، فمكث مسلما سنين كثيرة ثم ارتد ، فاستتيب ، فأبى أن يرجع إلى الإسلام ، فضربت عنقه وأحرق بباب العامة .

وحج بالناس في هذه السنة عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام وهو والي مكة .

وخرج بالحاج فيها جعفر بن دينار وهو والي طريق مكة وأحداث الموسم .

وحج إبراهيم بن مظهر بن سعيد الكاتب الأنباري من البصرة على عجلة تجرها الإبل عليها كنيسة ومخرج وقباب [وسلك طريق المدينة ] فكان أعجب ما رآه الناس في الموسم . [ ص: 297 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية