الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثلاثين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه ظهر في المحرم كوكب مذنب رأسه إلى الغرب وذنبه إلى الشرق ، وكان عظيما جدا منتشر الذنب ، وبقي ثلاثة عشر يوما إلى أن اضمحل .

وفي نصف ربيع الأول: بلغ الكر الحنطة مائتين وعشرة دنانير والكر الشعير مائة وعشرين دينارا ، ثم بلغ الكر الحنطة ثلاثمائة وستة عشر دينارا ، وأكل الضعفاء الميتة ، ودام الغلاء ، وكثر الموت ، وشغل الناس بالمرض والفقر ، وتقطعت السبل ، وترك التدافن للموتى ، واشتغل الناس عن الملاهي واللعب .

وفي يوم الجمعة لأربع خلون من شهر ربيع الآخر: قام رجل من العامة في جامع الرصافة والإمام يخطب ، فلما دعا للمتقي لله قال له العامي: كذبت ، ما هو بالمتقي ، فأخذ وحمل إلى دار السلطان ، وخرج المتقي ، فلقي ناصر الدولة أبا محمد بن حمدان حين دخل بغداد ، وجاء مطر كأفواه القرب ، وامتلأت البلاليع وفاضت ، ودخل دور الناس ، وبلغت زيادة دجلة عشرين ذراعا [وثلثا] . [ ص: 20 ]

ووقعت حرب بين الأتراك والقرامطة بناحية باب حرب ، وقتل فيها جماعة ، فانهزم القرامطة وخرجوا عن بغداد ، وزاد البلاء على الناس ببغداد وكبست منازلهم ليلا ونهارا وافتقر أهل اليسار ، واستتر أكثر العمال لأجل ما طولبوا به مما ليس في السواد .

وخرج أصحاب السلطان إلى ما قرب من بغداد فأغاروا على ما استحصد من الزرع ، حتى اضطر أصحاب الضياع إلى حمل ما حصدوه بسنبله ، ووقع بين توزون وكورتكين التركيين ، فأصعد توزون إلى الموصل ، وأنفذ في طلبه فلم يلحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية