الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2899 - الطيب بن يمن بن عبد الله ، أبو القاسم مولى المعتضد بالله .

ولد سنة سبع وتسعين ومائتين ، وسمع البغوي ، روى عنه الصيمري ، والجوهري ، والتنوخي ، والعتيقي ، وقال: هو ثقة صحيح الأصول . توفي في رجب هذه السنة .

2900 - عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن أبو محمد الكاتب المعروف: بابن الجرادي ، مروزي الأصل .

حدث عن البغوي ، وابن دريد ، وابن الأنباري ، روى عنه التنوخي ، والعشاري ، وكان فاضلا صاحب كتب كثيرة ، وتوفي في هذه السنة ، وقيل في السنة التي قبلها .

2901 - عبيد الله بن محمد بن نافع بن مكرم أبو العباس البستي الزاهد .

ورث عن آبائه أموالا كثيرة فأنفقها في الخير ، وكان كثير التعبد ، بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا إلى غيره ولا يتكئ على وسادة ، وحج من نيسابور حافيا ، راجلا ، دخل الشام ، والرملة ، وأقام ببيت المقدس أشهرا ، ثم خرج إلى مصر ، وبلاد المغرب ، [ ص: 371 ] ثم حج من المغرب وانصرف إلى بست ؛ فتصدق ببقية أملاكه ، فلما مرض جعل يلتوي؛ فقيل له: ما هذا الوجع ؟ فقال: أي وجع بين يدي أمور هائلة ولا أدري كيف أنجو ؟ وتوفي في محرم هذه السنة وهو ابن خمس وثمانين سنة ، فلما مات رأى رجل في المنام رجلا من الموتى ، فقال له: من بالباب ؟ فقال: ليس على الباب أجل من عبيد الله الزاهد ، ورأت امرأة من الزاهدات أمها في المنام قد تزينت ولبست أحسن الثياب ، فقالت لها: ما السبب في هذا ؟ فقالت: لنا عيد إن عبيد الله الزاهد تقدم علينا .

2902 - علي بن الحسين بن محمويه بن زيد أبو الحسن الصوفي .

سمع وحدث ولقي الزهاد الأكابر ، وصحب أبا الخير الأقطع ، ثم لازم مسجد جده أبي علي بن زيد بنيسابور على التجريد إلى أن توفي في ذي الحجة من هذه السنة .

2903 - علي بن القاضي أبي تمام الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن القاسم الزينبي .

[ كان ] نقيب العباسيين ، وصاحب الصلاة ، وهو أول من جمع بين الصلاة والنقابة في سنة ثمانين وثلاثمائة ، واستخلف له ابنه أبو الحسن الملقب بنظام الحضرتين بعد ذلك على الصلاة وخلع عليه . توفي في هذه السنة .

2904 - علي بن عيسى [ بن علي ] بن عبد الله أبو الحسن النحوي المعروف بالرماني .

ولد سنة ست وتسعين ومائتين وحدث عن أبي دريد ، وكانت له يد في النحو ، واللغة والكلام ، والمنطق ، وله تفسير كبير ، وشهد عند أبي محمد ابن معروف ، روى عنه التنوخي ، والجوهري ، وتوفي في هذه السنة ، ودفن بالشونيزية عند قبر أبي علي الفارسي ، وتوفي عن ثمان وثمانين سنة .

2905 - محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات أبو الحسن .

سمع محمد بن مخلد ، وأبا الحسن المصري ، وخلقا كثيرا ، وكتب [ الكتب الكثيرة ، وكان ثقة مأمونا . [ ص: 372 ]

أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال: كان أبو الحسن بن الفرات ثقة كتب الكتب الكثيرة ] وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته . قال: وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري وحده ألف جزء ، وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ ، ولم يخرج عنه إلا الشيء اليسير .

حدثنا عنه إبراهيم بن عمر البرمكي ، وحدثني الأزهري ، قال: خلف ابن الفرات ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق من كتبه ، وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط ، وكان مولده في سنة بضع عشرة وثلاثمائة ، ومكث يكتب الحديث من قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى أن مات ، وكانت له جارية تعارضه بما يكتبه ، ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة .

2906 - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله ، أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزباني .

حدث عن البغوي وابن دريد وابن الأنباري ونفطويه وغيرهم ، روى عنه الصيمري والتنوخي والجوهري ، وغيرهم ، وكان صاحب أخبار ورواية للآداب ، وصنف كتبا كثيرة مستحسنة في فنون ، وكان أشياخه يحضرون عنده في داره [ فيسمعهم ويسمع منهم ] ، وكان عنده خمسون ما بين لحاف ودواج ، معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده ، وكان عضد الدولة يجتاز على داره ، فيقف ببابه حتى يخرج [ إليه ] فيسلم عليه ، وكان أبو علي الفارسي يقول: هو من محاسن الدنيا ، وقد اختلفت فيه مشايخ المحدثين . قال الأزهري : ما كان ثقة . وقال العتيقي : كان ثقة .

قال المصنف رحمه الله: كانت آفته ثلاثا: الميل إلى التشيع [ وإلى ] الاعتزال ، وتخليط المسموع [ بالإجازة ] وإلا فليس بداخل في الكذابين .

وتوفي في شوال هذه السنة عن ثمان وثمانين سنة وصلى عليه أبو بكر الخوارزمي ودفن بالجانب الشرقي ،

2907 - محمد بن عثمان بن عبيد الله بن الخطاب أبو الطيب الصيدلاني .

حدث عن البغوي وغيره ، وكان ثقة مأمونا ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة . [ ص: 373 ]

2908 - منصور بن ملاعب

حدث عن البغوي وغيره ، وكان ثقة مأمونا ، توفي في محرم هذه السنة .

2909 - المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم أبو علي التنوخي القاضي .

ولد بالبصرة ، وسمع بها من جماعة ، ونزل بغداد فأقام بها ، وحدث ، وكان سماعه صحيحا ، وكان أديبا شاعرا إخباريا .

أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب قال: حدثنا ابن المحسن بن علي قال: قال أبي: مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة ، قال: وكان مولده في ليلة الأحد لأربع بقين من ربيع الأول ، وأول سماعه الحديث في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد الله بالقصر ، وبسورا في سنة تسع وأربعين ، ثم ولاه المطيع لله القضاء بعسكر مكرم وأيذج ورامهرمز وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواح مختلفة ، وتوفي ببغداد ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاثمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية