الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 384 ] ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2922 - أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه أبو حامد بن أبي إسحاق المزكي النيسابوري .

سمع أبا العباس الأصم وطبقته ، وورد بغداد وكتب عن إسماعيل بن محمد الصفار ، وخرج إلى مكة ، فسمع أبا سعيد ابن الأعرابي ، ورجع إلى نيسابور ولم يزل معروفا بالعبادة من زمن الصبي إلى أن توفي ، روى عنه محمد بن المظفر الحافظ والأزهري والقاضي أبو العلاء وغيرهم .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن الحافظ قال: أخبرني محمد بن علي المقرئ عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري قال: توفي أبو حامد أحمد بن إبراهيم المزكي ليلة الاثنين الثالث عشر من شعبان سنة ست وثمانين ، وكان مولده سنة ثلاث وعشرين ، وصام الدهر تسعا وعشرين سنة ، وعندي أن الملك لم يكتب عليه خطيئة .

وحدثني أبو عبد الله بن أبي إسحاق أنه رأى [ أخاه ] أبا حامد في المنام في نعمة وراحة وصفها ، فسأله عن حاله ، فقال: لقد أنعم علي ، فإن أردت اللحوق بي؛ فالزم ما كنت عليه .

2923 - عبد الله بن أحمد بن مالك أبو محمد البيع .

سمع أبا بكر بن أبي داود وغيره ، روى عنه العتيقي والعشاري ، وكان ثقة ، وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .

2924 - علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم ، أبو إسحاق الحميري ، ويعرف: بالسكري وبالصيرفي ، وبالكيال ، وبالحربي .

ولد سنة ست وتسعين ومائتين ، وسمع أحمد بن عبد الجبار الصوفي الطبري ، والأزهري والعتيقي ، والتنوخي ، وأول سماعه في سنة ثلاث وثلاثمائة ، وسمع الباغذي ، والبغوي ، وخلقا كثيرا وروى عنه أبو الطيب وقال الأزهري : هو صدوق ، ولكن بعض أهل الحديث قرأ عليه ما لم يكن سماعه ، وأما هو في نفسه فثقة ، وقد طعن فيه البرقاني ، ذهب بصره في آخر [ عمره ] وتوفي في شوال هذه السنة . [ ص: 385 ]

2925 - محمد بن علي بن عطية أبو طالب المكي .

حدث عن علي بن أحمد المصيصي وأبي بكر المفيد وغيرهما . روى عنه عبد العزيز بن علي الأزجي وغيره ، وكان من الزهاد المتعبدين . قال العتيقي : كان رجلا صالحا مجتهدا ، صنف كتابا سماه "قوت القلوب" ، وذكر فيه أحاديث لا أصل لها ، وكان يعظ الناس في الجامع ببغداد ،

أنبأنا علي بن عبيد الله عن أبي محمد التميمي قال: دخل عبد الصمد على أبي طالب المكي وعاتبه على إباحته السماع ، فأنشد [ أبو طالب ] :


فيا ليل كم فيك من متعة ويا صبح ليتك لم تقترب

فخرج عبد الصمد مغضبا:

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: قال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف ، كان أبو طالب المكي من أهل الجبل ، ونشأ بمكة ، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم ، فانتمى إلى مقالته ، وقدم بغداد ، فاجتمع الناس عليه من مجلس الوعظ ، فخلط في كلامه وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق . فبدعه الناس وهجروه؛ فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك .

سمعت شيخنا أبا القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي يقول: سمعت شيخنا أبا علي محمد ابن أحمد بن المسلمة يقول: [ سمعت شيخنا أبا القاسم بن بشران يقول: ] دخلت على شيخنا أبي طالب المكي وقت وفاته ، فقلت له: أوصني ، فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير ، فإذا أخرجت جنازتي فانثر علي سكرا ولوزا ، وقل: هذا للحاذق! فقلت: من أين أعلم ؟ قال: خذ يدي وقت وفاتي ، فإذا أنا قبضت بيدي على يدك؛ فاعلم أنه قد ختم الله بخير [ وإذا أنا لم أقبض على يدك وسيبت يدك من يدي؛ فاعلم أنه لم يختم لي بخير ] .

قال شيخنا أبو القاسم : فقعدت عنده ، فلما كان عند وفاته قبض على يدي قبضا شديدا ، فلما أخرجت جنازته نثرت عليه سكرا ولوزا ، وقلت: هذا للحاذق ، كما أمرني . توفي أبو طالب في جمادى الآخرة من هذه السنة . وقبره ظاهر قريب من جامع الرصافة ، [ ص: 386 ]

2926 - نزار بن معد أبو تميم ، ويكنى أبا منصور ويلقب بالعزيز ، وهو صاحب مصر ،

ولد بالقيروان وولي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وأياما ، وكان قد ولى عيسى بن نسطورس النصراني واستناب بالشام يهوديا يعرف بميشا ؛ فاستولى أهل هاتين الملتين على المسلمين ، فكتبت امرأة إلى العزيز: بالذي أعز اليهود بميشا والنصارى بعيسى بن نسطورس وأذل المسلمين بك ، إلا نظرت في أمري! فقبض على اليهودي والنصراني ، وأخذ من عيسى ثلاثمائة ألف دينار . توفي في رمضان هذه السنة وعمره اثنتان وأربعون سنة .

2927 - بنت عضد الدولة .

التي كانت زوجة الطائع لله ، توفيت يوم الخميس لثلاث بقين من المحرم ، وحملت تركتها إلى بهاء الدولة ، وكان فيها جوهر كثير .

التالي السابق


الخدمات العلمية