الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2536 - الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق بن موسى ، أبو علي الأنصاري .

سمع أبا بكر بن أبي الدنيا ، والمبرد ، وكان ثقة ، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .

2537 - علي بن محمد بن أبي الفهم ، أبو القاسم التنوخي ، جد أبي القاسم التنوخي الذي يروي عنه أبو بكر الخطيب :

ولد بأنطاكية في ذي الحجة من سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وقدم بغداد في حداثته فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة ، وسمع من البغوي وغيره ، وكان يعرف الكلام على مذهب المعتزلة [وكان] يعرف النحو ويقول الشعر ، ولي القضاء بالأهواز وتقلد قضاء إيذج من قبل المطيع . [ ص: 91 ]

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، أخبرنا التنوخي قال: أخبرنا أبي قال: [حدثنا أبي قال] سمعت أبي ينشد يوما ولي إذ ذاك خمسة عشر سنة بعض قصيدة دعبل [بن علي] الطويلة التي يفخر فيها باليمن ويعدد مناقبهم ، ويرد على الكميت فيها فخره بنزار وأولها:


أفيقي من ملامك يا ظعينا كفاك اللوم مر الأربعينا

وهي نحو ستمائة بيت ، فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر أهل اليمن ، فقلت:

يا سيدي ، ادفعها إلي حتى أحفظها ، فدافعني فألححت عليه ، فقال: كأني بك تأخذها فتحفظ منها خمسين بيتا أو مائة بيت ثم ترمي بالكتاب وتخلقه علي فقلت: ادفعها إلي فأخرجها وسلمها إلي وقد كان لكلامه أثر في ، فدخلت حجرة لي كانت برسمي في داره ، فخلوت فيها ولم أتشاغل يومي وليلتي بشيء غير حفظها ، فلما كان في السحر كنت [قد] فرغت من جميعها ، وأتقنتها فخرجت إليه غدوة على رسمي ، فجلست بين يديه فقال: هي كم حفظت من قصيدة دعبل؟ فقلت: حفظتها بأسرها . فغضب وقدر أني كذبته ، وقال: هاتها! فأخرجت الدفتر من كمي وفتحه ، فنظر فيه وأنا أنشد ، إلى أن مضيت من أكثر من مائة بيت فصفح منها عدة أوراق وقال انشد من ها هنا فأنشدت مقدار مائة بيت فصفح إلى أن قارب آخرها بمائة بيت قال: انشد من ها هنا .

فأنشدته من مائة بيت منها إلى آخرها فهاله ما رآه من حسن حفظي ، فضمني إليه وقبل رأسي وعيني . وقال: يا بني ، لا تخبر بهذا أحدا ، فإني أخاف عليك [من العين] .

وقال أيضا: حفظني أبي وحفظت بعده من شعر أبي تمام والبحتري سوى ما كنت أحفظه لغيرهما من المحدثين والقدماء مائتي قصيدة ، قال: وكان [يقول] أبي [ ص: 92 ] وشيوخنا بالشام من حفظ للطائيين أربعين قصيدة ولم يقل الشعر فهو حمار في مسلاخ إنسان . فقلت الشعر وسني دون العشرين . توفي في ربيع الأول من هذه السنة .

2538 - القاسم بن القاسم بن مهدي ، أبو العباس السياري ، ابن بنت أحمد بن سيار .

كان من أهل مرو ، وكان فقيها عالما ، كتب الحديث الكثير ورواه .

توفي في هذه السنة .

2539 - محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور ، أبو بكر .

حدث عن بشر بن موسى وغيره ، وتوفي يوم السبت لليلة خلت من ربيع الأول .

2540 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق [بن إبراهيم] بن مهران أبو عبد الله مولى ثقيف ، هو ابن أخي أبي العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابوري .

ولد ببغداد ، وسمع بها [الحديث] من الحارث بن أبي أسامة والكديمي ، وانتقل بآخر عمره إلى الشام ، فسكن بيت المقدس ، وحدث بها ، وكان صدوقا .

2541 - محمد بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق ، أبو الفرج البغدادي الفقيه الشافعي ، يعرف: بابن سكرة .

سكن مصر وحدث بها عن أبي عمر الضرير ، روى عنه أبو الفتح بن مسرور ، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة [قال:] وكان فيه لين . [ ص: 93 ]

2542 - [محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدان بن جبلة ، أبو جعفر القوهستاني .

قدم بغداد ، وحدث بها عن محمد بن إسحاق السراج] ، [وأبي قريش بن جمعة بن خلف القوهستاني . روى عنه أبو بكر الدوري الوراق ، وأحمد بن الفرج بن الحجاج] .

2543 - محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد الخلال .

حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب ، روى عنه أبو الفتح بن مسرور ، قال:

حدثنا بمدينة المنصور ، وكان ثقة .

2544 - محمد بن داود بن سليمان بن [جعفر أبو بكر الزاهد النيسابوري .

روى عن الحسن بن سفيان ، وجعفر] الفريابي ، وأبي عبد الرحمن النسائي ، وأبي يعلى الموصلي ، وغيرهم ، وكان ثقة ، وسمع منه ابن صاعد ، والدارقطني ، وكان يقال إنه من الأولياء ، وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة .

2545 - محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون عبد الله بن الرشيد ، يكنى أبا بكر .

ولي مكة في سنة ثمان وستين ومائتين ، وقدم مصر فحدث بها عن علي بن عبد العزيز بالموطإ عن القعنبي عن مالك ، وحدث عن جماعة ، وكان ثقة مأمونا ، وتوفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة [وله أربعة وسبعون سنة تزيد شهرا]

. [ ص: 94 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية