الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة: تقلد أبو محمد عبد الواحد الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين ، وصرف القاضي أبو تمام الزينبي منها .

وفيها: ظهر ما كان المطيع يستره من مرضه ، وتعذر الحركة عليه ، وثقل لسانه لأجل فالج ناله قديما فدعاه سبكتكين حاجب معز الدولة إلى خلع نفسه ، وتسليم الأمر إلى ولده الطائع ، ففعل ذلك ، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ، فكانت خلافة المطيع إلى أن خلع نفسه ، وسلم [ ص: 224 ] الخلافة إلى ولده تسعا وعشرين سنة وأربعة وعشرين يوما ، فكتب:

هذا ما أشهد على متضمنه أمير المؤمنين الفضل المطيع لله حين نظر لدينه ورعيته ، وشغل بالعلة الدائمة عن ما كان يراعيه من الأمور الدينية اللازمة ، وانقطع إفصاحه عن بعض ما يجب لله عز وجل في ذلك ، فرأى اعتزال ما كان إليه من هذا الأمر ، وتسليمه إلى ناهض به ، قائم بحقه ممن يرى له الرأي ، عقده له ، وأشهد بذلك طوعا في يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة .

فكتب فيه القاضي محمد بن صالح : شهد عندي بذلك أحمد بن حامد بن محمد بن عمر ، وعمر بن محمد بن أحمد ، وطلحة بن محمد بن جعفر ، وكتب محمد بن صالح ، وقد أنبأنا جماعة من أشياخنا عن أبي منصور بن عبد العزيز قال: كان المطيع بعد أن خلع يسمى: الشيخ الفاضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية