الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2608 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، أبو سهل القطان .

حدث عن محمد بن عبد الله بن المنادي وغيره ، وروى عن ابن رزقويه وكان ثقة .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر [أحمد] بن علي بن ثابت ، قال:

سمعت محمد بن الحسين [بن] الفضل القطان يقول : حدثني من سمع أبا سهل بن زياد يقول: سمى الله المعتزلة كفارا قبل أن يذكر فعلهم . فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا الآية . [ ص: 134 ]

أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني الأزهري قال: "قال لي أبو عبد الله بن بشر القطان: ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد عن آي القرآن من أبي سهل بن زياد ، فقلت لابن بشر: وما السبب في ذلك؟ قال: كان جارنا ، وكان يديم صلاة الليل وتلاوة القرآن ، ولكثرة درسه صار القرآن نصب عينيه ، ينتزع منه ما شاء من غير تعب . توفي في شعبان هذه السنة ، ودفن بقرب قبر معروف .

2609 - إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن بنان ، أبو محمد الخطبي .

ولد في محرم سنة تسع وستين ومائتين وسمع الحارث بن أبي أسامة ، والكديمي ، وعبد الله بن أحمد ، وغيرهم ، وروى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وابن رزقويه ، وكان ثقة فاضلا نبيلا فهما عارفا بأيام الناس ، وأخبار الخلفاء ، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين ، وكان عالما بالأدب ، ركينا عاقلا ذا رأي ، يتحرى الصدق .

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت ، قال:

سمعت الأزهري يقول: جاء أبو بكر بن مجاهد ، وإسماعيل الخطبي إلى منزل أبي عبد الصمد الهاشمي ، فقدم إسماعيل أبا بكر فتأخر أبو بكر وقدم إسماعيل ، فلما استأذن إسماعيل أذن له فقال: أدخل ومن أنا معه .

أخبرنا أبو منصور ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، قال: حدثني عبيد الله بن أبي الفتح ، قال: سمعت [أبا] الحسن بن رزقويه يذكر عن إسماعيل الخطبي ، قال:

وجه إلي الراضي بالله ليلة عيد الفطر ، فحملت إليه راكبا بغلة ، فدخلت عليه وهو جالس في الشموع ، فقال لي: يا إسماعيل ، إني قد عزمت في غد على الصلاة [ ص: 135 ] بالناس في المصلى ، فما أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي . قال:

فأطرقت ثم قلت: يقول أمير المؤمنين: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا ترضاه ، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين . 27: 19 فقال لي: حسبك ، ثم أمرني بالانصراف وأتبعني بخادم فدفع إلي خريطة فيها أربع مائة دينار ، وكانت الدنانير خمسمائة ، فأخذ الخادم منها لنفسه مائة دينار أو كما قال .

توفي الخطبي في جمادى الآخرة من هذه السنة .

2610 - تمام بن محمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو بكر .

ولد سنة تسع وستين ومائتين ، حدث عن عبد الله بن أحمد وغيره ، وروى عنه ابن رزقويه ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة .

2611 - الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسن . أبو أحمد الخلال ، المعروف بالكوسج .

حدث عن جماعة ، وروى عنه ابن رزقويه ، وكان صدوقا . وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .

2612 - الحسين بن القاسم ، أبو علي الطبري الفقيه الشافعي .

أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال: درس على أبي علي بن أبي هريرة .

وبرع في العلم ، وسكن بغداد ، وصنف كتاب "المحرر" وهو أول كتاب صنف في [ ص: 136 ] الخلاف ، وصنف كتاب "الإفصاح" في المذهب ، وكتابا في الجدل وكتابا في [أصول] الفقه ، وتوفي ببغداد في [صفر] سنة خمسين وثلاثمائة .

2613 - عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ، ويكنى أبا جعفر ، ويعرف: بابن بريه الهاشمي :

كان إمام جامع المنصور ، وحدث عن ابن أبي الدنيا وغيره ، وروى عنه ابن رزقويه .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، حدثنا علي بن أبي علي ، قال: سمعت القاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي ، وأبا إسحاق الطبري ، ومن لا أحصي من شيوخنا يحكون ، أنهم سمعوا أبا جعفر المعروف بابن بريه الإمام يقول: رقى هذا المنبر - يعني منبر مسجد جامع المدينة - الواثق في سنة ثلاثين ومائتين ، ورقيت هذا المنبر في سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وبين الرقيتين مائة سنة ، وأنا وهو في القعدد إلى المنصور سواء ، هو الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور ، وأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور .

توفي ابن بريه في صفر هذه السنة ، وقيل: سنة اثنتين وخمسين .

2614 - [عبد الرحمن بن برسيا بن عبد الرحمن بن الحسين المحبر ، مولى بني هاشم .

كان يسكن سويقة غالب ، وحدث عن أبي العباس البرتي ، والكديمي ، روى عنه ابن رزقويه ، وابن شاذان ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة]

. [ ص: 137 ]

2615 - عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله أبو السائب الهمذاني .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، [أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال:] عتبة رجل من أهل همذان ، وكان أبوه عبيد الله تاجرا مستورا دينا ، أخبرنا جماعة من الهمذانيين أنه كان يؤمهم في مسجد لهم فوق الثلاثين سنة ، ونشأ أبو السائب يطلب العلم ، وغلب عليه في ابتداء أمره علم التصوف ، والميل إلى أهل الزهد ، ثم خرج عن بلده ولقي العلماء ، وعني بفهم القرآن ، وكتب الحديث ، وتفقه على مذهب الشافعي ، واتصلت أسفاره فعرف الأمير أبو القاسم بن أبي الساج خبره ، وما هو عليه من الفضل فأدخله إليه فرآه فاضلا نبيلا عاقلا ، فقلده الحكم بمراغة ، وتقلد جميعأذربيجان مع مراغة ، وعظمت حاله ، وقبض على ابن أبي الساج ، فعاد إلى الجبل وتقلد همذان ، ثم عاد إلى بغداد ، وتقلد أعمالا جليلة بالكوفة وديار مضر ، والأهواز ، وعامة الجبل ، وقطعة من السواد ، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي عمر ، وسمع شهادته واستشاره في جميع أموره ، ولما قبض المستكفي بالله على محمد بن الحسن ، بن أبي الشوارب قلد أبا السائب مدينة أبي جعفر ، ثم قتل اللصوص أبا عبد الله محمد بن عيسى وكان قاضيا على الجانب الشرقي ، وتقلد قضاء القضاة في رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أبو بكر [أحمد بن علي] بن ثابت ، أخبرنا أحمد بن علي التوزي ، قال: ولد أبو السائب في سنة أربع وستين ومائتين ، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة .

قال المصنف رحمه الله: ودفن في داره بسوق يحيى . [ ص: 138 ]

أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، أخبرنا علي بن أبي علي المعدل ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الذهبي المعروف: بابن القطان ، قال: رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته ، فقلت: ما فعل الله بك مع تخليطك بهذا اللفظ؟ فقال: غفر لي ، فقال: فكيف ذلك؟ فقال إن الله تعالى عرض علي أفعالي القبيحة ثم أمر بي إلى الجنة ، وقال: لولا آليت على نفسي أن لا أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك ، ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك ، اذهبوا به إلى الجنة . فأدخلتها .

2616 - محمد بن أحمد بن حبيب بن أحمد بن راجبان ، أبو بكر الدهقان .

بغدادي سكن بخارى ، وحدث بها عن يحيى بن أبي طالب ، والحسن بن محرم ، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم ، ولد أبو بكر بن حبيب ببغداد سنة ست وستين ومائتين ، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين ، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاثمائة .

2617 - [محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يقطين ، أبو بكر الأسدي ، المقرئ البغدادي .

روى عن أحمد بن محمد ابن الحسن بن عيسى الناسرجي ، ونزل مكة وتوفي بها في هذه السنة . وكان ثقة .

2618 - محمد بن علي بن مقاتل ، أبو بكر المقري .

كان ذا مال عظيم . وتوفي بمصر في شعبان هذه السنة . ووجد في داره دفائن مبلغها ثمانية وتسعين ألف دينار ، وأخذت له ودائع وجوهر ثمنه مائتا ألف دينار] . [ ص: 139 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية