الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:


أنه أول المحرم ، وهو النصف من أيلول قوي الحر حتى أخذ بالأنفاس ، وخرج أيلول كله عن حر شديد ، ودخل تشرين بمثل ذلك ، وكان في اليوم الثامن منه حر لم يكن مثله في آب وتموز .

وفي صفر: ورد الخبر بورود الروم إلى أرزن ، وميافارقين ، وأنهم سبوا وأحرقوا .

وفي ربيع الآخر: عقد نكاح لأبي [منصور] إسحاق بن المتقي بالله على علوية بنت ناصر الدولة أبي محمد بن حمدان على مائة ألف دينار وخمسمائة درهم ، وجرى العقد بحضرة الخليفة وولي العقد على الجارية أبو عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي ، ولم يحضر ناصر الدولة [وضرب ناصر الدولة سكة فزاد فيها عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضيق] ناصر الدولة على المتقي بالله في نفقاته ، وانتزع ضياعه وضياع والدته . [ ص: 27 ]

وفي آذار من هذه السنة: غلت الأسعار حتى أكلوا الكلاب ، ووقع الوباء ، ووافى من الجراد الأعرابي الأسود أمر عظيم حتى بيع [كل] خمسين رطلا بدرهم ، فكان في ذلك معونة للفقراء لشدة غلاء الخبز .

وفي ذي القعدة: خرج المتقي إلى الشماسية لصيد السباع .

وفي هذه السنة : خرج خلق كثير من التجار من بغداد مع الحاج للانتقال إلى الشام ومصر ، لاتصال الفتن ببغداد ، وتواتر المحن عليهم من السلطان .

وفيها: ورد كتاب من ملك الروم يلتمس منديلا كان لعيسى عليه السلام مسح به وجهه فصارت صورة وجهه فيه ، وذلك المنديل في بيعة الرها [وأنه] إن أنفذ إليه أطلق من أسارى المسلمين عددا كثيرا فاستؤمر المتقي بالله فأمر بإحضار الفقهاء والقضاة ، فقال بعض من حضر: هذا المنديل منذ زمان طويل في هذه البيعة لم يلتمسه ملك من ملوك الروم ، وفي دفعه إلى هذا غضاضة على الإسلام ، والمسلمون أحق بمنديل عيسى عليه السلام . فقال علي بن عيسى: خلاص المسلمين من الأسر أحق [بمنديل عيسى عليه السلام] فأمر المتقي بتسليم المنديل وتخليص الأسارى .

قال الصولي: ووصل الخبر بأن القرمطي ولد له مولود ، فأهدى إليه أبو عبد الله البريدي هدايا عظيمة فيها مهد ذهب مرصع بالجوهر ، وكثر الرفض ، فنودي ببراءة الذمة ممن ذكر أحدا من الصحابة بسوء . [ ص: 28 ]

وورد الخبر بقبول علي بن بويه خلع السلطان بفارس ولبسه إياها وحضره حينئذ الشهود والقضاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية